اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > محمود الحسن وزيراً للسعادة

محمود الحسن وزيراً للسعادة

نشر في: 9 فبراير, 2016: 09:01 م

تقول الأخبار إنّ ما سرق من موازنات العراق على مدى عشرة أعوام  يفوق موازنات دول الجوار مجتمعه لسنوات ، ودعونا  من أرقام الأموال التي  خطفت من  مساعدات الامم للشعب العراقي " الفقير " ،  بالأمس نشر تقرير أعده المدقق الدولي لصندوق تنمية العراق،  وفيه نكتشف أنّ في عام واحد وفي  وزارة واحدة ، وهي الصحة تمّت " لفلفة " ما يقارب ملياراً ونصف المليار دولار ، والتقرير يكشف لنا أنّ هذه الأموال خُصصت لبناء مستشفيات في كربلاء والمثنى وبغداد وبابل حيث تبين في ما بعد ان نسبة الإنجاز في هذه المستشفيات صفر " كالعادة " ! أين ومتى ستنتهي  حملة النهب المنظمة هذه ؟ الشيء الوحيد الذي يدركه العراقيون وليس السياسيين منهم بالضرورة ، هو أنّ عصر النزاهة قد ولّى إلى غير رجعة ، وحل بديلا عنه عصر الامتيازات الطائفية ، بالأمس قرأنا في الأخبار أنّ دولة الإمارات شكّلت وزارة للسعادة ، ومهمة هذه الوزارة كما يقول أصحاب الخبر هو ، العمل على أن تكون برامج الدولة وسياساتها تصبّ  في تحقيق سعادة المجتمع .
ولأننا شعب بتعوَذ بالرحمن  ، كلما سمع اسم وزارة أو وزير ، وخوفاً من أن تمنح هذه الوزارة في العراق الى السيد محمود الحسن ، وهي برئيي ستكون خطوة تاريخية مباركة  لرجل لايزال حتى هذه اللحظة لايفرق بين حديث القانون والعزف على القانون  ، الذين يعرفون الرجل جيدا سيقولون، انه سيلقي خطبة في مجلس الوزراء  يشرح فيها علامات السعادة التي كانت تظهر على العراقيين وهم يستمعون لخطب السيد نوري المالكي  ظهيرة كل أربعاء  ، بينما آخرون  سيؤكدون ان الرجل  سيتحدث عن منافع التكليف الشرعي للمناصب الوزارية ، فالعراقيون يتذكرون كيف خرج عليهم ذات مساء ليقول: "إنه لا يسعى لكرسيّ البرلمان لكنه تكليف وعليه تنفيذه". سيلقي الحسن كلمته"الرشاشة" في مجلس الوزراء ، وأتمنى أن يضمّنها إرشادات عن كيفية توزيع سندات السعادة بشرط ان لاتكون مزورة  .
في إحدى محاورات كتاب الجمهورية لإفلاطون ، يلقي سقراط  سؤالا على تلامذته : أتعرفون ما السعادة  ؟  إنها خير آخر.. وحين يسأله  أفلاطون عن الأرض التي تزدهر فيها السعادة ، يقول المعلم  : تخضرّ السعادة وتزدهر في ارض تشيع العدالة الاجتماعية
هل تستحق السعادة كل هذه الاهمية لكي  تخصص لها الامارات وزارة ؟ سوف يعرف الفرق  ساستنا الذين اشتروا الفلل والشقق الفاخرة في دبي وأبو ظبي ، أما العراقيون فلا يهم إن عاشوا السعادة او سمعوا بها ، او حتى إن لم يسمعوا بها ، فهذه الكلمة ليست لأهل ارض الرافدين  ، حيث يتوسل اهالي صلاح الدين  ومعهم اهالي الانبار ، أن يرضى عنهم ساكنو قصور بغداد ومنطقتها الخضراء ، ويسمحوا لهم بدخول العاصمة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram