اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > النساء بالكعوب العالية يدخلن مجاناً الى المعرض

النساء بالكعوب العالية يدخلن مجاناً الى المعرض

نشر في: 12 فبراير, 2016: 09:01 م

على مرّ الزمن، لم يخفت تأثير فنسنت فان غوخ على الفن والابداع بشكل عام، ولم يزل الكثير من المبدعين في كل أرجاء العالم يتأثرون به وبأعماله ويستثمرون بريق اسمه المضيء للترويج لانجازاتهم الفنية وأعمالهم والكشف عن مشاريعهم الجديدة. فبمجرد ذكر اسم فان غوخ، يتبادر الى الذهن، الابداع والفن على أعلى مستوياته، ويحضر كل ماهو جميل ومبتكر وحقيقي أيضاً. وهل هناك أكثر لمعاناً من اسم هذا الفنان الذي أعطى كل شيء للفن ولم يحصل على أي اعتراف أثناء حياته التي ضحى بها هي أيضاً في سبيل الفن. هو لم يختر طريقاً خاصاً به، بل صنع طريقاً جديداً ومتفرداً لا يشبه طرق الآخرين ولا يؤدي اليها. ربما سيسأل الكثيرون الآن، وماهي علاقة الفنان فان غوخ بالكعب العالي؟ ولماذا كل هذه المقدمة الطويلة، مادمت أكتب عن موضوع يتعلق بالكعب العالي، ثم ماعلاقة الكعب، ان كان عالياً أو منبسطاً بالدخول الى المعارض؟ وهنا أقول لكم، أن الحكاية بدأت في موسكو حين غنَّت فرقة لينينغراد الغنائية الروسية في الأيام الماضية، أغنية عاطفية حققت نجاحاً منقطع النظير، وسمعها وشاهد الكليب الخاص بها، أكثر من ثلاثين مليون مستمع ومشاهد. وفي الأغنية تظهر شابة جميلة بكعب عال، على موعد مع حبيبها، حيث يذهبان معاً لرؤية لوحات فنسنت فان غوخ. والى هنا يمكن أن تكون المسألة طبيعية جداً وتحدث دائماً وفي أية مدينة سواء أكانت أمستردام التي تحتضن متحف فنسنت ويزوره الملايين، أو حتى مدينة بعيدة على أطراف هذا العالم الواسع، لولا أن أصحاب غاليري آرت بلاي في موسكو، كان لهم رأي آخر في الموضوع، وقد انتبهوا الى الأغنية أثناء تنظيمهم معرضاً لأعمال فنسنت فان غوغ. فما كان منهم وفي خطوة تبدو تجارية، إلّا أن يعلنوا ويقرروا السماح للنساء ذوات الكعوب العالية بالدخول مجاناً الى المعرض الذي نظموه، مستلهمين الفكرة من الأغنية التي أصبحت شهيرة، وهكذا أصبح الاقبال كبيراً على المعرض، حتى أنهم قرروا تمديد مدة العرض فزاد الاقبال أكثر من المتوقع، لذلك مددوه مرة ثالثة وبقي الاقبال كبيراً لصاحبات الكعوب العالية. وهكذا صار الاقبال يتمدد والنساء تملأ مكان العرض، حيث الأنوثة تترك عطرها ينساب بين اللوحات، وغنج الخطوات ينعكس على قماشات الرسم. وهنا علينا الانتباه الى أن ما حصل ليس فقط اشارة الى تأثير الاسم الكبير لفنسنت، بل هي انتباهة واضحة وذكية من أصحاب الغاليري، على أن النساء يحببن هذا النوع من التلويحات ويندفعن الى كل من يشير الى بعض المفاتن لديهن أو يؤكد شيء من اللمحات الجمالية في مظهرهن بشكل عام، ويتعاطفن مع كل التفاتة اطراء، وخاصة حين لا تخلو هذه الالتفاتة من روح الدعابة والمرح. فهل يؤكد هذا ويشير الى أن الترويج للفن والابداع يحتاج الى مهارات خاصة ورؤية شاملة لذوق الناس والتعامل مع كل المستجدات وتوظيفها للاعلان عن المنتوج الفني وتوصيله الى الناس؟ وهل على المشرفين على بعض المشاريع الفنية، سحب جمهور المتذوقين ومحبي الفن نحوهم ونحو مايقومون به، بطريقة ناعمة وجميلة ومغرية وواثقة أيضاً؟ نعم، هذا صحيح برأيي الشخصي. وحسب اطلاعي وتجاربي في هذا المجال فقد رأيت ذلك يحدث أمامي كثيراً وفي مناسبات عديدة. وبما أن الفن الناجح لا يتحقق بدون جمهور يراه ويطلع عليه، فعلينا اذن أن نبحث عن هذا الجمهور الذي يناسب أعمالنا ونفرش له الطريق المؤدي الى بضاعتنا الفنية بحرير يناسب نعومة الخطوات التي ينشدها، ويلائم قوة شغفه وفضوله أيضاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram