إغلاق ابواب المرجعية الدينية في النجف أمام المسؤولين العراقيين ربما دفع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الى طرح همومه أمام بابا الفاتيكان خلال زيارته الأخيرة الى ايطاليا لعله بمباركة الحبرالاعظم ،الرمز المسيحي الاول في العالم، سيحصل على مواقف داعمة من الشركاء والحلفاء لتحقيق برنامجه الاصلاحي لإنقاذ العراق ، باجراء تعديل وزاري لتجاوز الأزمات المستعصية وفي مقدمتها المشكلة المالية ، التي وصلت الى ابلاغ الموظفين بمنحهم اجازات طويلة لسنوات بدون راتب.
اعتاد العراقيون منذ القدم على وصف اوضاعهم المزرية بقولهم "ساعة السودة" للتعبير عن الاستياء من زمن مضطرب متدهور أمنيا وسياسيا واقتصاديا ، القول في الغالب ينطبق على وجوه أصحاب القرار حتى ترسخ في الذاكرة الشعبية خاصة فلاوجود لمنطقة رمادية تبعث الأمل في نفوس الباحثين عن الاستقرار الأمني والسياسي ، والشروع بتوطيد أسس بناء دولة مدنية تحترم حقوق الانسان ، تمتلك برنامجا واضحا في تحقيق التنمية ، تنقذ البلاد من أزمتها الاقتصادية الحالية نتيجة انخفاض اسعار النفط في الأسواق العالمية ، وغياب تنفيذ مشاريع توفرموارد اقتصادية اضافية لموازنة الدولة.
من مفردة الوجه سواء أكان بلون اسود او ابيض وحتى المصخم شاع استخدام مصطلح التوجهات ، تبنته جميع القوى السياسية ، هذا الحزب يمتلك توجها نحو إقامة دولة إسلامية تكون نموذجا في المنطقة ، توجه الحزب الاخر يدعو الى تبني المشروع الوطني وإلغاء الاصطفاف الطائفي ، تعددت التوجهات ، لكنها ظلت تراوح في مكانها ، في كل يوم يبرز وجه جديد ، حتى اصبح العراقيون أمام شاشة كبيرة لاستعراض الوجوه تبعث في نفوسهم القلق والمخاوف لاسيما ان بعضها حمل السلاح فكشف عن وجهه الحقيقي .
ابدت الاطراف المشاركة في الحكومة في اكثر من مناسبة استعدادها للتعاون مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لتنفيذ برنامجه الاصلاحي ، لحفظ ماء وجه العملية السياسية ، ولاسيما ان التظاهرات الشعبية رفضت كل الوجوه ، وطالبت بعملية اصلاحات شاملة ، حلفاء وشركاء العبادي لغرض اثبات حقيقة توجهاتهم امامهم قرار واحد يقضي بدعوة وزرائهم الى تقديم استقالاتهم فورا ، ثم منح العبادي فرصة اختيار البدلاء بعيدا عن التاثيرات الحزبية ، وفرض المخضرمين بالقوة تقديرا لخدمتهم الجهادية لحمل حقائب جديدة .
ادارة ماتبقى من الدولة العراقية الحالية على وفق القاعدة السائدة في تشكيل الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال الاميركي ، ستظهر وزارة "سلمان النكوب" ، نسبة الى نكبة العراقيين المستمرة بنجاح ساحق منذ عام 2003 ، وليس الى المطرب الراحل سلمان المنكوب . الكابينة الجديدة ستضم مرشحين تطرحهم القوى السياسية المتنفذة ، لامتلاكها ادوات ضغط وتاثير.
السيد العبادي اصدر قرارا ضمن تنفيذ الاجراءات الاصلاحية يقضي بإخلاء قصور رئاسية داخل المنطقة الخضراء المحصنة استولى عليها مسؤولون وسياسيون يعرفهم العبادي لم يستطع اجبارهم على تنفيذ قراراه ، في ضوء ذلك هل يستطيع اجراء تغيير وزاري ؟ سؤال من الشعب المنكوب .
وزارة "سلمان المنكوب "
[post-views]
نشر في: 12 فبراير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
نحن غير متفائلين بالتغيير الوزاري المرتقب نحن نريد تغيير جذري بالعملية السياسية ويبدا التغيير برئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الغائب عن الحضور الداخلي والخارجي ومن ثم بالوزراء شرط ان يكون الوزراء من خارج المحاصصة الطائفية وهل من الممكن ان يكون ذلك فالحقيقة