TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خدعوك فقالوا : زاهدون بالمناصب

خدعوك فقالوا : زاهدون بالمناصب

نشر في: 12 فبراير, 2016: 09:01 م

منذ أن أطلق حيدر العبادي خطابه حول حكومة التكنوقراط، يدور  جدل كثير حول المناصب الوزارية ،  خلاصة الجدل، هو: هل الأفاضل الوزراء باقون ويتمددون  ، أم أنّ قرار العبادي   بالتغيير الوزاري  هو من سينتصر في النهاية، في لفتة لاتخلو من عنصر الكوميديا والتشويق خرج علينا عدد  من الوزراء ليخبرونا أنهم " رهنوا " استقالاتهم عند السيد العبادي  ، لكنهم بالمقابل يُطمئنون هذا الشعب ، من أنّ التغيير الوزاري لن يخرج عن التوافق السياسي ، إن لم يدخل في " المناطقية "  مثلما تريد النائبة عواطف النعمة التي أكدت أنّ منصب وزير النفط يجب أن يكون لمحافظة البصرة ، وماذا عن وزير السعادة ؟أعتقد انه من حصة دولة القانون بامتياز ! ولأننا نعيش عصر المحاصصة  فقد زفّ لنا البعض البشرى من أن لاتغيير قبل ان تشارك الصومال في مؤتمر الأمن الوطني العراقي ، مع الاعتذار لصاحب النكته السيد إياد علاوي .
إذا سألت رأيي، فأنا أيضا مثل ملايين المواطنين لا نعرف لماذا؟ مثلما كان العالم لايعرف سرّ موجات الجاذبية التي تحدث عنها قبل مئة عام  ، عبقري شارد الفكر طبع  صورته بأذهاننا  بشعره المنكوش  ولسانه الذي  يسخر فيه منّا ،  وأعني  آينشتاين . الجاذبية التي كان يبحث عنها في كتب معلّمه الأوحد نيوتن وحين يسأله محرر مجلة لايف ، عن  سر الصورة التي يضعها على المكتب وفي المعمل وفي غرفة أبحاثة ، وقرب سرير النوم ، يجيب إنها لوالدي نيوتن الذي نظّم العالم واستطاع أن يطرد الأرواح والشياطين التي سكنت عالم أرسطو " .
هذه الارواح والشياطين عادت إلينا نحن سكان بلاد الرافدين ،  ولكن هذه المرة بهيئة سياسيين ومسؤولين يعتقدون أنّ وجودهم على كرسي المنصب هو تكليف سماوي لاجدال فيه ، العالم الذي طوره نيوتن وآينشتاين استطاع ان يوفر لأبنائه الطمأنينة والمستقبل والرفاهية الاجتماعية ، فيما نحن في هذه البقعة من الارض  لانزال نخوض في نظريات الجعفري حول " التموّجات السياسية " ونصرّ أن نورث لأبنائنا البغضاء والكراهية وسواتر التراب ،وكان آخرها ما بشّرنا به محافظ صلاح الدين  من  أن "المحافظة تدرس إمكانية إقامة ساتر ترابي بين العشائر المتجاورة في ناحية يثرب.
في ألمانيا يشاهد العبادي عالماً صنعه ساسة من بشر يبنون ويكدّون،  لكنهم مع اول غفلة حتى لو كانت غير متعمدة ، يقدمون استقالاتهم مع اعتذار للناس  ،  فيما نحن نعيش في ظل ساسة عظماء  يعبّئون حقائبهم بكل ما خف وزنه وغلا ثمنه  ، مع  عبارة  تؤكد أنهم أكبر من المنصب !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    حتى لاتتكرر اخطاء الماضى يجب ان نطلب من الاحزاب المتعدده تسمية مرشحيها للوزارات كلها لغرض امتحانهم من قبل لجنة عالية التخصص والخبرة والمهارة----وهنا نعين الوزير الاصلح بغض النظر عن انتمائه الحزبى---------هده برائى الطريقه الافضل لانتخاب الكفوئين------قب

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram