الباب الشرقي مركز العاصمة وقلبها النابض، ونصب الحرية حيث يقف الأحرار مُطالبين بحقوقهم بصوتٍ يخنقه الألم ، وكلما مرّ الوافدون من تحت هذا الصرح العظيم يجدون طيف جواد سليم حاضرا هناك . فبعد رحيلٍ دام 55 عاماً مازالت ذاكرة جواد سليم تُلامس المكان ، ومازا
الباب الشرقي مركز العاصمة وقلبها النابض، ونصب الحرية حيث يقف الأحرار مُطالبين بحقوقهم بصوتٍ يخنقه الألم ، وكلما مرّ الوافدون من تحت هذا الصرح العظيم يجدون طيف جواد سليم حاضرا هناك . فبعد رحيلٍ دام 55 عاماً مازالت ذاكرة جواد سليم تُلامس المكان ، ومازال لطيفهِ ولروحهِ حضورهما المميز ، وماتزال مدرسته مُتبعة من قبل الكثير من الفنانين التشكيليين الذين يرتشفون حتى اليوم من نهر إبداعه الذي لا ينضب .
وبمناسبة مرور خمسة وخمسين عاماً على رحيل جواد سليم أقامت دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة معرضاً تشكيلياً استذكاراً للراحل وذلك صباح يوم الثلاثاء الماضي على قاعة عشتار . وقد تضمن المعرض عدداً من أعمال جواد سليم والتي عرضت قبل الجلسة الحوارية والتي تضمنت عرض فيلم يتحدث عن الراحل وأعماله .
وفي كلمةٍ ألقاها الفنان التشكيلي قاسم العزاوي مفتتحاً الجلسة ، ذكر قائلاً " نستذكر اليوم الذكرى الخامسة والخمسين لوفاة الفنان الرائد والمتجدد جواد سليم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس من خلال منجزه الفني . "
أضاف العزاوي قائلاً :"جواد سليم ترك لنا أكبر نصب في الشرق الأوسط يحكي عن تأريخ ونضال وتضحيات الشعب العراقي . وكان لهذا النصب أعداء كثر ، منذ انقلاب شباط الدموي حين صُليَ هذا النصب بالرصاص لأنه يمثل نضال الشعب العراقي وكذلك هوجم من بعض المنجمين المدعين انهم من علماء الفلك الذين ادعوا ان فيه سحرا ازرق ."
مُبيناً ان " اليوم يتعرض هذا النصب إلى الانتهاك لأنه بدأ يفقد الكثير من اجزائه نتيجة الإهمال فهو بحاجة إلى صيانة ، وقد استلهم سليم من خلال هذا النصب حضارة وادي الرافدين وما تركه لنا الفنانون في بلاد مابين النهرين وكذلك زاوج به المحلية بالعالمية . "
وقد افتتح المعرض التشكيلي الخاص بأعمال الراحل السيد وكيل وزير الثقافة طاهر ناصر الحمود قائلاً :"إن استذكار الفنان جواد سليم لا يكمن فقط بإقامة هذه الجلسة بل انه يكمن في إنضاج فنه الذي تجلى في منحوتة ساحة التحرير . "
وأضاف الحمود قائلاً :"إن تقدير فن جواد سليم يأتي من خلال الاقتداء بمدرسته وما قدمه هو وجميع رواد الفن التشكيلي أمثاله ."
ومن خلال كلمة ألقاها مدير دائرة الفنون التشكيلية عقيل المهدي أوضح "إن دائرة الفنون التشكيلية باتت سباقة في الاحتفاء واستذكار رواد الفنون والثقافة في العراق وإن هذا الاستذكار البسيط لا يأتي بشيء أمام ما قدمه جواد سليم لهذا الوطن . " مؤكداً إن " جواد سليم حمل الرسالة الثقافية للعراق في مجال الفن التشكيلي ونقلها كما ينبغي بمنتهى الأمانة ، وهو بهذا يستحق منا أن نُعيد صيانة أكبر ذاكرة تركها سليم لإحيائه . "
وفي جلسة تضمنت الحديث عن الأعمال التي خلفها جواد سليم قال الناقد صلاح عباس :" لدي بعض المقترحات التي طرحتها أمام السادة المسؤولين ولكنها لم تلقّ أية أصداء ، فليست أعمال جواد سليم هي المهملة والمتروكة وإنما هنالك الكثير من الأعمال واللوحات الخاصة بمتحف الفن الحديث بين الرسم والنحت والخزف والخط العربي وسواها ، فلو تمت إعادة تصنيع هذه الأعمال الفينة لتباع في دارة الفنون التشكيلية كجزء من الدعم والتمويل الذاتي ، او ان تتم طباعة هذه الأعمال بجودة عالية وتباع عالمياً أو محليا بهذا ستعود بفائدة كبيرة على الوطن ثقافياً واقتصادياً ."
وأضاف عباس قائلاً " يمكن عمل نفس الشيء مع المنحوتات حيث تجري عليها عمليات تصغير وتباع كنسخ برونزية وهذه المقترحات تنطبق على اللوحات الخاصة برواد الفنون التشكيلية ، فالمتحف يضم أكثر من 200 قطعة لأهم الفنانين في العراق واللذين من خلالهم نستطيع الحصول على نسخ ممتازة من بينها أعمال جواد سليم التي تعد أهم 10 أعمال في المتحف . "