اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > شاهدت بنفسي : حقيقة طفل بريء يعيش فـي دار الأيتام

شاهدت بنفسي : حقيقة طفل بريء يعيش فـي دار الأيتام

نشر في: 15 فبراير, 2016: 12:01 ص

موجة البرد والمطر الشديد تلف زقاقاً من أزقة الحيدرخانة معظم الناس ذهبوا الى بيوتهم هربا من برودة الجو ... طيف رجل طيب القلب يقترب من باب أحد الجوامع ... جسده يختفي داخل عباءة سوداء ... يحاول ان يسرق الطريق بسرعة .. فجأة تقع عيناه على مشهد مؤلم لم يتو

موجة البرد والمطر الشديد تلف زقاقاً من أزقة الحيدرخانة معظم الناس ذهبوا الى بيوتهم هربا من برودة الجو ... طيف رجل طيب القلب يقترب من باب أحد الجوامع ... جسده يختفي داخل عباءة سوداء ... يحاول ان يسرق الطريق بسرعة .. فجأة تقع عيناه على مشهد مؤلم لم يتوقعه ... قاده إليه صوت بكاء طفل متواصل وسط الإضاءة الخافتة على جانب الطريق ...

يقترب الرجل من المشهد ... يدقق النظر باهتمام في لفافة من القماش يسكن بداخلها جسد طفل صغير لم يناهز عمره يومين فقط ! وسط هذا الجو البارد ... جسده يظهر من داخل القماط بوضوح مما يعرضه لموت محقق ... يضرب الرجل صدره بيديه غير مصدق قائلا : (الله يستر .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) ... يحمل الطفل بين ذراعيه وملامحه تبكي قبل ان تلمع الدموع في عينيه ... انخلع قلبه وهو يرى جسد الصغير يرتجف بقوة من شدة البرودة ! (مَن القحبة التي رمت هذا الطفل بهذا المكان .. ماكو رحمة يا عالم ) ... هكذا تكلم الرجل مع الطفل وهو يرفعه من الارض المليئة بالقمامة ثم خلع عباءته ولف فيها الطفل الصغير وحمله بين أحضانه الى بيته ... في البيت حاولت زوجته ان تغسلة ولفه بقماش آخر نظيف ثم خرج الرجل متوقفاً سيارة أجرة وأتى به الى مركز الشرطة ... هناك سلمه الى الشرطة بمحضر ضبط تم فيه تحديد ساعة العثور على هذا الطفل والمكان الذي وجده مع اسمه الكامل وعنوان مسكنه ... في المركز اثناء تحرير المحضر تبين ان الطفل في حالة إعياء شديد وأثناء فحصه تم العثور على رسالة في ملابسه الداخلية رسالة ورقيّة تم فتحها من قبل ضابط التحقيق مكتوب في الرسالة ...       ( ابني العزيز لا استطيع التعبير وانا اكتب هذه الرسالة ... انا ارتكب في حقك جريمة بشعة ولا يغفر لي ربي بها مطلقا ... ان تصرفي هذا جريمة كبيرة في حقي كأم فرطت في نور عينيها وهي ترمي ابنها الذي عمره يومين في الشارع وبين اكوام الزبالة ... لكن اعرف انك عندما تكبر سوف تسامحني لأني في أصعب موقف مرَّ في حياتي .. مستقبلي وحياتي مهددان بالموت والفضيحة .. سوف يقتلني أخي عندما يعود مساء اليوم ... لأن اباك نذل وجبان هرب مني ولم يعترف بك بعد ان نال مني وبشرفي ... لقد هددني بالقتل اذا اخبرت عائلتي بفعلته الشنيعة لأنه في مركز مهم في الدولة ! ماذا اعمل حياتي مهددة بالموت من قبله ومن قبل اخوتي ... سامحني يا ابني العزيز .. لقد فكرت كثيرا في مصيري ومستقبلي .. واخيرا اخترتك لتدفع الثمن ... ثمن حماقة لا تعرف الشرف والأخلاق والأمومة ... " امك "  انتهت كلمات الرسالة الغريبة... المذيلة بتوقيع الأم المجهولة ... وشاء قدر الطفل المسكين ان يدفع ثمناً لجريمة لم يرتكبها .. وبالفعل كان الموت قريبا جدا منه ... في اليوم التالي تم تسليم الطفل بقرار من قاضي التحقيق الى دار الأيتام! تركنا الطفل في دار الأيتام ... ليواصل رحلته مع المصير المجهول .. الايام تمضي به بسرعة البرق ... ومعها تكبر الحقيقة المؤلمة التي تنوء بحملها الجبال ... حقيقة طفل بريء يعيش يتيماً وأبواه على قيدِ الحياة !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram