TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رفقاً بالصومال

رفقاً بالصومال

نشر في: 14 فبراير, 2016: 09:01 م

صحفي صومالي انهى دراسته الجامعية في العراق ، بعث برسالة الى زميله العراقي عبر البريد الالكتروني  يسأله فيها امكانية العودة الى بغداد ، لتنظيم حملة الدفاع عن وطنه ، استياء الصحفي  من جعل بلده  مثالا  لاستشراء الفساد المالي والاداري ، واضطراب الاوضاع السياسية ، وانعدام تقديم الخدمات الاساسية ، كاد يدفعه الى تقديم شكوى لمنظمات دولية للضغط على الحكومة العراقية لدفع تعويضات  مالية  الى الشعب الشقيق جراء  اضرار لحقت بهم من  تصريحات السياسيين والمسؤولين العراقيين .
الحديث عن السوء  في كل مفاصل الحياة العراقية غالبا ما يرتبط بالاشارة الى الصومال ، السياسي ، اعضاء في مجلس النواب يصفون الاختلاف السياسي المزمن في العراق بانه لم يحدث حتى في الصومال ، انتشار النفايات في شوارع  العاصمة بغداد ، لم تشهده مقاديشو ، العشوائيات  العراقية تفوقت على اعداد  نظيراتها الصومالية ، في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم تقدم العراق  على الصومال ، مثل هذه العبارات توجّه يوميا الى الصومال  على شكل بسامير تنغرز في قلوب الاشقاء ، فلهم الحق في الدفاع عن وطنهم ، كما قال الصحفي الصومالي برسالته .
في أول زيارة للرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري الى بغداد لفت انظار مشاهدي التلفزيون الرسمي  باخراج "شخاطة" من جيب سترته اشعل سيجارته،  ثم نفث دخانها بوجوه  مستقبليه ، بعد الزيارة  تضاعف التبادل التجاري بين البلدين ، امتلأت الاسواق المحلية بالموز الصومالي  فترك ذكرى طيبة في أذهان العراقيين ، حين تبنى سياد بري الاشتراكية العلمية رحب بخطوته زعيم  تنظيم سياسي ،مشيدا بدور الصومال في تحقيق  النظام الاشتراكي وامكانية توسيعه ليشمل  بعض الدول الافريقية ، بعد مرور اقل من عام  سارت الأمور في البلد الشقيق    نحو اتجاه آخر نتيجة تأثيرات اقليمية ودولية .
اثناء انعقاد احد مؤتمرات القمة في بغداد ،  وصل الراحل بري الى  المطار بطائرة مؤجرة  دفعت ثمنها الحكومة العراقية ، شارك في المؤتمر ليحقق مع اصحاب الجلالة والسيادة اهداف الامة العربية ، وتقديرا لمواقفه  حصل على طائرة رئاسية هدية من العراق الى الصومال ، لكنه باعها   حين حطت الطائرة في مطار تونس ، ربما يكون هذا الحادث أحد اسباب الحملة على البلد الشقيق .  
حادث الطائرة  الرئاسية  طواه النسيان فيما انتقل الرئيس  محمد سياد بري الى جوار ربه ، لم يحقق النظام الاشتراكي ، أخفق مع زملائه زعماء الانظمة  العربية السابقين من المخلوعين او المتوفين و الحاليين  في تحقيق أهداف الامة ، على الرغم من ذلك  حرص العراق على التزاماته  المتعلقة بمساعدة الصومال ، فقدمت الحكومة السابقة منحة مالية الى الاشقاء ، لم يعرف مصيرها في بلد  ينافس العراق في تصدر قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم،  لتعزيز العلاقات بين البلدين  وتوسيع افاق العمل المشترك لتحقيق المزيد من التقارب بين بغداد  ومقاديشو.    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. محمد سعيد

    من هذه الحكايه الممزوجه بالجد والهزل, نستخلص حقيقه واحده ان كثره من العراقيين بتفخارهم المسند بالكذب والرياء والنفاق والتقيه , لابد ان يظل التخلف الفكري وغياب الوعي الحقيقي سمه مميزه وربما احتل العراق المرتبه الاولي في العالم لطغيان هذه الشرائح

  2. hazim

    والله من حق الصحفي الصومالي يعترض.لأن الفاسدين في بلا الرافدين جعلوا من الصومال مقياس ريختر للفساد.ونسوا أن العراق صار المقياس العالمي لمستوى نمو الفساد وليس الصومال.ثم أن الصومال بلد فقير وليس لديه الإمكانيات لتعديل وضع البلد وهو يخوض حروب منذ عقدين.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram