ضيّف البيت الثقافي البابلي في دائرة العلاقات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار الشاعر والناقد الدكتور رشيد هارون للحديث عن موضوع (الشعر والنقد.. رؤيتا الافتراق واللقاء). وقال هارون إنّ كثيراً ما يوجّه أولئك الذين يحاولون كتابة الشعر سؤ
ضيّف البيت الثقافي البابلي في دائرة العلاقات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار الشاعر والناقد الدكتور رشيد هارون للحديث عن موضوع (الشعر والنقد.. رؤيتا الافتراق واللقاء).
وقال هارون إنّ كثيراً ما يوجّه أولئك الذين يحاولون كتابة الشعر سؤالا إلى الشعراء وهو : كيف تكتب قصيدة؟ وذات السؤال يوجّه إلى الناقد وهو: كيف تكتب دراسة نقدية عن نص ما؟ والجواب هنا سهل جداً يختصر في تناول واكتشاف الموهبة بدقة ، لكن الشاعر من الممكن أن يكشف عن أسرار الطريقة أما الناقد فلا يستطيع ذلك فموهبته تتضح حال اكتشافه لحالة الإبداع التي هو بصدد نقدها.
وذكر هارون انّ النقد العربي يفتقر إلى مقولات, وعلى الناقد أن لا يفكر بالسرد فقط وانّ عليه أن يضع مقولات نقدية تشبه القواعد لتكون أساساً ينطلق منه. وقد حاولت أنا أن أطبق هذا الأمر فكتبت مقولتين هما:
(كلّما ضاقت الذات على نفسها اتّسع التلقي) و(الشعر الذي يكتب إلى المتلقي لا يصل إلى المتلقي) مع أنّ التلقي كذبة والدليل أنك عندما تكتب القصيدة وتنتشي فإنّ المتلقي سينتشي, وقوة القصيدة تأتي من ثقة الشاعر بنفسه, كما نستنتج أنّ النقد ليس معقدا ولكنه عُقّد والدين ليس معقدا ولكنه عُقّد أيضاً وكذلك السياسة وغيرها من المفاهيم الإنسانية, لذلك لا يوجد اختلاف بين أدونيس الشاعر وأدونيس المحاور والإنسان فهو لا يناقض نفسه وذاته أبداً, بينما نجد غيره معقداً ويناقض نفسه في حياته وبين قصيدة وأخرى.
وعن بعض الشعراء المعاصرين قال هارون إنّ بعضهم يرى المشهد منقوصاً ، فمثلا موفق محمد يتجلى قصور الواقع لديه منذ قصيدة (الكوميديا) وعند رياض الغريب فإنّ المنقوص حاضر دائماً في قصائده فهو يصوّر الشارع ويجده بحاجة إلى من يملأ الفراغ, أمّا علي السبّاك في مجموعته الشعرية الأخيرة فنجد أنّ الواقع كامل لديه بوجود الحبيبة.
أمّا عن أصدق القصائد التي تُكتب، فقد قال الدكتور رشيد هارون: هي قصائد الرثاء وخصوصاً الأخوية منها فهي تُكتب بدون منفعة شخصية وتأتي معبأة بالعاطفة الصادقة والشواهد الشعرية كثيرة على ذلك في الأدب العربي.
في ختام الأمسية، ردّ هارون على المداخلين من شعراء وأدباء ونقّاد الذين عارضوا كثيراً من المفاهيم التي طرحها في محاضرته.