من الساحاتِ إلى الصالاتِ ، تواصل الكرة العراقية رحلة البحث عن مكانة متميزة بين كبار المنتخبات العالمية كي تستعيد عهدها في ثمانينيات القرن الماضي وما شكلته من حضور مُبهر في مونديال مكسيكو سيتي إذ لم تزل ذكرياته كالشهد في فـم التاريخ.
بالأمس حقق أولمبينا أماني الجماهير وتحدى ظروف إعداده الصعبة ليحتل مقعداً في نهائي دورة ريو المقبلة مع أن هناك منتخبات عربية وآسيوية استعدّت أفضل منه وكانت تمنّي النفس بالتأهل أيضاً، لكن تبقى لإرادة الرياضي العراقي كلمة الفصل في حسم اختباراته الصعبة مثلما نترقب اليوم من منتخبنا الوطني للصالات أن يُرجّح كفته في موقعة ربع النهائي أمام مضيّفه الأوزبكي ليضمن تأهله مباشرة الى مونديال كولومبيا أيلول المقبل.
إن تواجد منتخبنا بين سبعة منتخبات تخوض الدور ربع النهائي اليوم ( إيران وقرغيزستان ، تايلاند واستراليا ، اليابان وفيتنام إضافة الى أوزبكستان) له دلالات كبيرة في الوسط القاري الذي يحسب لكرتنا حساباًً مهماًً على مستوى التصنيف والقيمة الفنية للاعبين الذين ينتمي غالبيتهم لفريق نفط الوسط صاحب المشاركة اللافتة في بطولة الأندية الآسيوية الأخيرة التي ضيفتها العاصمة هانوي وبلغ دور الأربعة فيها.
ربما تبدو المهمة صعبة اليوم أمام كرتنا لتخطي الحاجز الأزرق حيث سنواجه منتخباً عتيداً يمتاز بالصلابة في خط الدفاع ويضم حارساً شجاعاً يُصعب هز شباكه (رستم عمروف) أحد أفضل حرّاس القارة حالياً ويراهن عليه المدرب بازوس لإنهاء المباراة لصالح بلاده، لهذا نأمل أن يكون مدربنا المجتهد هيثم بعيوي يقظاً في تتبع تحركات منافسه لاسيما إنه يمتلك أحد هدافي البطولة وليد خالد بأربعة أهداف ولديه القدرة المهارية على خلخلة المدافعين وتطويع كرته بحرفنة وحسن تدويرها بين زملائه لاغتنام الفرصة المثالية للتسجيل وانتزاع أول بطاقة مونديالية ، أما أي تلكؤ وهدر فرص سيكلفنا باهظاً ويُجبرنا للعب لاحقاً في الملحق للحصول على البطاقة الخامسة.
ولا تنطلي تصريحات مدرب أوزبكستان بازوس على مدربنا الشاب بعيوي عندما يبرر مسبقاً في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الثلاثاء إن حالة لاعبيه البدنية ليست مُرضِية ومؤهلة لمباراة مصيرية بسبب إصابة أغلبهم بمرض الإنفلونزا ولم يستشفوا منها بعد، ونعلم أن تلك المبررات ليست سوى خديعة ذات غايات مقصودة لتقليل حماسة لاعبينا وطمأنتهم أنهم يواجهون فريقاً فقد نصف جاهزيته البدنية وغير قادر على مجاراتهم، فالحذر مطلوب من الأسود لرفع وتائر الاستعداد وإبقاء عوامل التحضير الفنية والنفسية في القمة واضعين نصب عيونهم تحقيق أول تأهل تاريخي الى المونديال.
ونتفق تماماً مع توجيه بعيوي للاعبيه بضرورة التركيز في المباراة لأنه أحد دعائم التعجيل بالفوز غير آبهين لصيحات الجماهير التي ستزحف الى ملعب اوزبكستان لمساندة منتخبها، ولا شك أن الإعداد النفسي الذي قام به الملاك التدريبي إحتاط الى مسألة تعكز صاحب الأرض على جمهوره التوّاق هو الآخر أن يمضي أخوة قاسيموف الى حيث الإبهار العالمي بعدما اثبتوا في أكثر من مناسبة أن منتخبهم رقمٌ صعبٌ في المعادلة وغالباً ما يخذله الحظ بأخطاء ساذجة!
مبارك لمنتخب الصالات العروض القوية التي شهدتها البطولة باستثناء الخسارة القاسية أمام إيران (2-13) فمهما كانت ذريعة المدرب واقعية من وجهة نظره، إلا أن التراجعَ بهذه النتيجة المؤلمة غيرُ مقبول بتاتاً وهو درسٌ لجميع المدربين بالمحافظة على السمعة أولاً، ولا يجوز أن تتعرّضَ الى الاهتزاز وكأن المباراة تمرينٌ وديٌّ خارجَ روزنامةِ المنافسةِ.
خديعة بازوس!
[post-views]
نشر في: 16 فبراير, 2016: 09:01 م