TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حكومة "ورطة قراط"

حكومة "ورطة قراط"

نشر في: 16 فبراير, 2016: 09:01 م

مسعى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لتشكيل حكومة تكنوقراط  تحوّل الى ورطة تعكس  بشكل حقيقي واقع العملية السياسية في العراق ،  بخطواتها المتعثرة بفضل زعماء يمتلكون مواصفات وخصال  المبشرين بالجنة قبل ان تلدهم أمهاتهم بحسب مزاعمهم .
رئيس التحالف الوطني  ابراهيم الجعفري اخبر العبادي خلال الاجتماع التاريخي بأنه لا يمتلك صلاحية تغيير الوزراء من دون موافقة الكتل النيابية ،  مذكرا العبادي بأنه حصد في الانتخابات التشريعية اقل من خمسة آلاف صوت ، بفضل التحالف الوطني ، وقوى خارجية  وقع الاختيار عليه ليكون مرشح الكتلة الأكبر لشغل منصب رئيس الوزراء ، للاطاحة بفكرة تجديد الولاية الثالثة لنوري المالكي.  
الحديث بين السيد والحجي ، تناول ايضا قضايا اخرى تتعلق باهمية الحفاظ على هوية التحالف الوطني من خلال الالتزام  بمواقف اطرافه ، والابتعاد عن اثارة المشاكل بسلب حقوق الآخرين بقرارات  تجريدهم من وزاراتهم ، إرضاءً لجهات خارجية .
قبل اعلان العبادي تبنيه خطوات اصلاحية تحولت الى حبر على ورق !  أتهمه حلفاؤه  بالانبطاح لصالح الولايات المتحدة وغيرها ، فكانت بدعة الانبطاح خريطة طريق لقوى تحرص على الاحتفاظ بمكاسبها تقديرا لخدماتها الجهادية ، في اقامة نظام ديمقراطي ، ثم اجبار قوات الاحتلال الاميركي على الرحيل من العراق في يوم السيادة ، هذا التراث النضالي لا يقدر بعدد الحقائب الوزارية ، مَن يحاول المساس بالمكاسب ستلاحقه اللعنة الى يوم القيامة.
ائتلاف دولة القانون بقيادة حزب الدعوة الاسلامية ، احد ابرز القوى المنضوية في التحالف الوطني يصر على الاحتفاظ بمنصب رئيس مجلس الوزراء ، حين  شعر بان  رياح التغيير  ستشمل العبادي ، وافق على طرح مرشحين تكنوقراط ،  لتفادي اندلاع ازمة سياسية جديدة في ظل تحديات الازمة المالية ، والمشاكل الأمنية ، وحفاظا على السيادة ويومها،  تمت تسوية الامور بشكل يرضي جميع الاطراف ، باجراء تغيير وزاري يحفظ  لقوى التحالف هيبتها .
السؤال المطروح في الشارع: هل  يُلبي التغيير الوزاري مطالب العراقيين بتحسين اوضاعهم المعيشية وتوفير الخدمات الاساسية؟ الرغبة في التغيير جاءت بعد زيارة وفد من حزب الدعوة الاسلامية الى النجف للقاء المراجع الدينية ،  وتم اخبار الوفد بضرورة تحقيق الاصلاح ، ثم اعلن العبادي دعوته لتشكيل حكومة تكنوقراط ، هذه الرواية متداولة بين أوساط الأحزاب الشيعية ، وبصرف النظر عن مدى صحتها ، لن يحقق العبادي التغيير الوزاري المنشود ،  الا في حالة اعلان بيان رقم واحد .
العملية السياسية في العراق دخلت سن اليأس لم تستطع انجاب حكومة تكنوقراط في المرحلة الحالية ، ليس امام العبادي إلا الاذعان لشروط الحلفاء ، لأنهم قادرون على تشكل اغلبية برلمانية تستطيع سحب الثقة عن رئيس مجلس الوزراء ، فيخسر منصبه لإصراره على خوض مغامرة  حكومة " الورطة قراط "  الماركة  المسجلة في العراق منذ سنوات !     

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram