مسعى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لتشكيل حكومة تكنوقراط تحوّل الى ورطة تعكس بشكل حقيقي واقع العملية السياسية في العراق ، بخطواتها المتعثرة بفضل زعماء يمتلكون مواصفات وخصال المبشرين بالجنة قبل ان تلدهم أمهاتهم بحسب مزاعمهم .
رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري اخبر العبادي خلال الاجتماع التاريخي بأنه لا يمتلك صلاحية تغيير الوزراء من دون موافقة الكتل النيابية ، مذكرا العبادي بأنه حصد في الانتخابات التشريعية اقل من خمسة آلاف صوت ، بفضل التحالف الوطني ، وقوى خارجية وقع الاختيار عليه ليكون مرشح الكتلة الأكبر لشغل منصب رئيس الوزراء ، للاطاحة بفكرة تجديد الولاية الثالثة لنوري المالكي.
الحديث بين السيد والحجي ، تناول ايضا قضايا اخرى تتعلق باهمية الحفاظ على هوية التحالف الوطني من خلال الالتزام بمواقف اطرافه ، والابتعاد عن اثارة المشاكل بسلب حقوق الآخرين بقرارات تجريدهم من وزاراتهم ، إرضاءً لجهات خارجية .
قبل اعلان العبادي تبنيه خطوات اصلاحية تحولت الى حبر على ورق ! أتهمه حلفاؤه بالانبطاح لصالح الولايات المتحدة وغيرها ، فكانت بدعة الانبطاح خريطة طريق لقوى تحرص على الاحتفاظ بمكاسبها تقديرا لخدماتها الجهادية ، في اقامة نظام ديمقراطي ، ثم اجبار قوات الاحتلال الاميركي على الرحيل من العراق في يوم السيادة ، هذا التراث النضالي لا يقدر بعدد الحقائب الوزارية ، مَن يحاول المساس بالمكاسب ستلاحقه اللعنة الى يوم القيامة.
ائتلاف دولة القانون بقيادة حزب الدعوة الاسلامية ، احد ابرز القوى المنضوية في التحالف الوطني يصر على الاحتفاظ بمنصب رئيس مجلس الوزراء ، حين شعر بان رياح التغيير ستشمل العبادي ، وافق على طرح مرشحين تكنوقراط ، لتفادي اندلاع ازمة سياسية جديدة في ظل تحديات الازمة المالية ، والمشاكل الأمنية ، وحفاظا على السيادة ويومها، تمت تسوية الامور بشكل يرضي جميع الاطراف ، باجراء تغيير وزاري يحفظ لقوى التحالف هيبتها .
السؤال المطروح في الشارع: هل يُلبي التغيير الوزاري مطالب العراقيين بتحسين اوضاعهم المعيشية وتوفير الخدمات الاساسية؟ الرغبة في التغيير جاءت بعد زيارة وفد من حزب الدعوة الاسلامية الى النجف للقاء المراجع الدينية ، وتم اخبار الوفد بضرورة تحقيق الاصلاح ، ثم اعلن العبادي دعوته لتشكيل حكومة تكنوقراط ، هذه الرواية متداولة بين أوساط الأحزاب الشيعية ، وبصرف النظر عن مدى صحتها ، لن يحقق العبادي التغيير الوزاري المنشود ، الا في حالة اعلان بيان رقم واحد .
العملية السياسية في العراق دخلت سن اليأس لم تستطع انجاب حكومة تكنوقراط في المرحلة الحالية ، ليس امام العبادي إلا الاذعان لشروط الحلفاء ، لأنهم قادرون على تشكل اغلبية برلمانية تستطيع سحب الثقة عن رئيس مجلس الوزراء ، فيخسر منصبه لإصراره على خوض مغامرة حكومة " الورطة قراط " الماركة المسجلة في العراق منذ سنوات !
حكومة "ورطة قراط"
[post-views]
نشر في: 16 فبراير, 2016: 09:01 م