طغت اخبار الساسة ، هم وأعوانهم ، ومريديهم ، والمنتفعين من إمتيازاتهم ، طغت على ما عداها من آخبار ، وما لحق بها من مفارقات — حقيقية او مموهة — تكاد من فرط حرفيتها تستعصي على التصديق حتى خبت او توارت اكثر البحوث العلمية العالمية من الشاشات المرئية للعامة ، لتخلي الساحة للسيل العرم من آنباء الفساد وفضائح المفسدين .
ما من عزاء للعراقي البسيط المغلوب على امره . فغول الفساد قد تناسل في كافة الدول ( نعم كافة الدول المتقدمة منها والمتأخرة ) ولا عاصم من سطوته والإنقياد لإرادته ، إلا بتفعيل القوانين الصارمة بحق المخالفين ، وتعميمها على الخاصة والعامة ، النخبة والسوقة ، المتعلمين والجهال
………… بعيدا عن خبايا السياسة وأضاليل الساسة ، آقرأ في كتاب جديد يبحث في علوم ( الباراسايكولجي)، واتوقف طويلا عند بحوث علم ( التخاطر ) او ما يسمى علميا : الإدراك فوق الحسي .
هذا العلم القديم الحديث ، الذي إنزوى ردحا من الزمن تحت ركام السياسة ( سطوة المال ، تعاظم السلطة ، إستغلال النفوذ ) يعود مجددا ليتبوأ مكانته المرموقة في مراكز الأبحاث العالمية : من روسيا وحتى آخر مدرج في مراكز أبحاث الدول الغربية المتقدمة .
………..
علم التخاطر مجال علمي شيق ، على الصعيدين الدولي والشخصي معا : تعتمده مراكز الأبحاث العلمية ودوائر الإستخبارات ولا تستثنى من فضائله التجارب الشخصية .
هل عثرت - بالصدفة - في جيب بنطال قديم على صورة لصديق تقت لرؤيته وإنقطعت عنك أخباره . لتجده آمامك مساء ، في زحام سوق للكتب يتطلع عبر الواجهة الزجاجية للمكتبة ؟!
هل راودك حلم عن صديق تقطعت بينكما الأواصر ، لتلقاه وجها لوجه في مطعم مكتظ ، يتلفت يمنة ويسرة ، كأنما يبحث عن ضالة؟! هل جربت عيادة صديق بمستشفى ، فإذا الممرضة صديقة حميمة ، فارقتها مكرها وظلت تسكن في حنايا ذاكرتك ؟ هل راودك حلم ظهيرة ، لهاث إبنك يستنجد بك ، بابا .. بابا ، فتمد اليه ذراعيك تنتشله من غرق محقق ، لتكتشف فيما بعد ، إنه كان يستنجد بك لتنتشله من سطوة الموج حين كان يسبح - في النهر -مع آقرانه تلك الظهيرة ؟
مَن يلجم شهوة الساسة بلجام علم ( الباراسا يكولوجى ).
التخاطر.. وما أدراك؟
[post-views]
نشر في: 17 فبراير, 2016: 09:01 م