هل لاحظتم شيئا غريبا ؟ العراقيون يسألون أين اختفى صالح المطلك ؟ وماذا حل بمشروعه " الاصلاحي " ، ولم يخطر ببال أحد أن يطرح، سؤالا مهما ونحن نعيش عصر " المصالحة " ، أين اختفى عامر الخزاعي الوكيل الخاص لـ " خيمة المصالحة المستدامة" ؟ هل سيحزن الرجل لهذا الاهمال ام يتفرغ لمشروعه الجديد في التاريخ المقارن بين معركة اُحد ومعركة الموصل ، وايضا وهذه هي الكارثة لا احد يريد ان يأتي على ذكر اسامة النجيفي الذي اخبرنا احد " وكلائه " انه ماض في مشروعه التنويري الخاص بتثبيت كراسي نائب رئيس الجمهورية ، بالأسمنت المقاوم تجنبا للعواصف السياسية ، وايمانا من ان منصب نائب رئيس الجمهورية بمثابة الماء والهواء لملايين العراقيين .
سيقول البعض ، شاطر أنت في السخرية من المسؤولين ، وسيضيف آخر حتما : ماذا كنت تفعل ياجناب الصحفي الهمام لو كنت مكان النجيفي او المطلك او الخزاعي او حتى " جناب " وزير السعادة محمود الحسن ، وقبل ان اجيب على هذا السؤال الحيوي ، سأروي عليكم حكاية بسيطة بطلها صحفي كبير رحل امس ليترك مقعد الصحافة العربية شاغرا ، واعني به محمد حسين هيكل الذي يخبرنا في مقدمة كتابه بين الصحافة والسياسة ان منصب رئيس الوزراء كان اقرب اليه من حبل الوريد ، وان السادات كان ينتظر منه كلمة واحدة ، طبعا الكلمة التي ارادها بطل خريف الغضب كانت التعرض لمرحلة عبد الناصر ، فالمنصب في بلاد العرب يحتاج الى تضحيات لا كفاءات وكانت التضحية المطلوبة هي الشطب على مرحلة كان هيكل احد شهودها الكبار.
يقول بعض المتابعين لحياة هيكل ، ان الصحفي الكبير كان يحلم بان يكون ملكا على مملكة خاصة به ! لذلك رفض جميع المناصب ، باستثناء منصب رئيس تحرير الاهرام التي حولها الى اشهر صحيفة عربية ، كانت تطبع آنذاك مليوني نسخة في اليوم الذي يكتب فيه هيكل مقاله الشهير بصراحة ، لذلك ظل هيكل غارقا في الصحافة عاش وتصرف وكأنه ملك متوج رعايه هم اجيال من الصحفيين الذين يدينون له بالاستاذية ، وأما ادواته في ذلك فهي الاتقان في العبارة ولوضوح في القصد ، فقد ظل طوال خمسة وسبعين عاما من عمره الصحفي يرفض ان يخرج من بين يديه مقال عادي لايثير زوبعة ولا يجعل من حنان الفتلاوي تفقد اعصابها فتشتمه على صفحتها في الفيسبوك
يغيب هيكل في وقت جاءت اسماء وغابت اخرى ولم تحفظها الناس ، لانهم كانوا ظلاً لاشخاص آخرين ، وحين يغيب صاحب الظل يغيب الظل معه ، هكذا شهدنا مرحلة غياب صالح المطلك وقبلها عدنان الدليمي وبعدهم حاجم الحسني ، ولا تنسوا سوزان السعد ، ومها الدوري وعبد الكريم المحمداوي ومئات غيرهم ذهبوا مثلما جاءوا بلا اثر .سوى عبارة النائبة هدى سجاد التاريخية " شنو الدولة المدنية .. احنا الشيعة ينتخبونه مو المدنيين " .
رجال فقدوا ظلّهم
[post-views]
نشر في: 17 فبراير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 4
امين عبدالله
كنت اتمنى لو ختمت مقالك ,وبما انك تتكلم عن هيكل, بعبارته الشهيره (عصابه استولت على العراق , مثلما تستولي عصابه على بنك!..فيسرقون كل ما فيه دون وازع ضمير.
د عادل على
نحن نعيش فى عصر السفهاء---- جمال عبدالناصر الدى كان كل العرب يعبده اتى بقطار امريكى للحكم وكان السادات من اتباعه المخلصين--------ووظيفته كانت الاشتراك فى عملية ازاحة البريطانيين من الشرق الاوسط----ونجح عبدالناصر فى هده المهمه-----ونفس هدا الجمال عبد النا
hilal jamil
شبهات حول شقة وزير الدفاع وقت النشر onsdag 17 februari kl 13.39 Försvarsminister Peter Hultqvist (S). وزير الدفاع بيتر هولتكفيست Foto: Jessica Gow/TT. أثيرت بعض الشكوك حول الطريقة التي حصل عليها وزير الدفاع بيتر هولتكفيست على الشقة التي يقطنها في مدين
محمد سعيد
تتحدث يااخي الكاتب عن اشخاص اصبحو حسبما يبدو خارج التاريخ , انهم استغلو فتره الضياع ,كما استطاع المعظم منهم نهب المال العام وما طاب ولذل من خيرات البلد تحت تبريريات او رايات الطائفيه والعشائريه المقيته من ناحيه , بناء دوله الديمقراطيه الموهوهة