اللهم نسألك الستر والعافية ، دعاء  يرفعه العراقيون في اليوم الواحد عشرات المرات ، يردده  الجميع  بلا استثناء ، حتى اصبح شعارا وطنيا يلغي الاصطفافات الطائفية ، والتفاوت الطبقي ، يقوله من يعيش تحت خط الفقر ، والساكن في المنطقة الخضراء المحصنة بسور سليمان ، طلب الستر يعني إبعاد الشر من كوارث طبيعية او من عمليات  السطو المسلح ، ومن حوادث تفجير السيارات الملغمة  والعبوات الناسفة  ، الساحة العراقية اصبحت بيئة مناسبة لمثل هذه الاحداث ، على الرغم من  وجود  مئات سيطرات التفتيش في الشوارع العامة  في العاصمة بغداد.  
قبل دخول   الرياح الثورية الى العراق بالتحديد في زمن النظام الملكي  كان طلب العافية  من أمراض الجدري والرمد والكوليرا  هاجسا لدى معظم العراقيين باستثناء اسر الباشوات وكبار القوم ، كانت ترسل ابناءها الى مشافي الدول الخارجية ،تتحمل نفقات علاجهم من دون أن تكلف  الحكومة دينارا واحدا لمعالجة   ابناء المسؤولين ، اما الشريحة الواسعة من ابناء المجتمع فليس امامها سوى الذهاب الى المراكز الطبية الرسمية  وهذا" دواك وعند الله شفاك " في  الماضي البعيد الأمور مستورة على حد قول العراقيين ، لأن الشرطي فرض هيبته في الشارع  وطلب الستر يكون عادة  من اتقاء شر ملاحقة رجل الأمن السري .
الدخول في مرحلة الصراع على السلطة المستمر  حتى الآن ، اجبر العراقيين على طلب الستر من احتمال التعرض للاعتقال والفصل من الوظيفة الحكومية بتهمة الانتماء لحزب معارض للسلطة  يهدد الأمن القومي ، اللهم ربي سترك من عملية دهم في ساعة متأخرة من الليل ، ومن مراقبة  اشخاص يرتدون  البدلة السفاري تخصصوا في كتابة التقارير الى جهات امنية تجيد    اساليب انتزاع الاعترافات  حتى من الابرياء لانقاذ انفسهم من مشاهدة نجوم الظهر.
المسؤولون الحاليون وزعماء القوى السياسية المشاركة في الحكومة الحالية  على اطلاع كامل  بتفاصيل الصراع السياسي على السلطة  ،  منهم من ردد  اللهم  ربي سترك من بطش السلطة  لكن حين اصبحت بحوزته استعاد كامل عافيته ، اجرى عمليات جراحية في الخارج ، لتغيير  شكل الانف  وزراعة الشعر ، وتعديل الاسنان ليحرص على الاحتفاظ بابتسامة عريضة تسر الناظرين.
وزارة الصحة بفرض تسعيرة لخدماتها  المتراجعة اصلا في  مستشفياتها ومراكزها الطبية ، اثارت استياء ذوي الدخل المحدود ، اما القابعون تحت خط الفقر فالقضية لا تعنيهم ، لانهم يعتقدون بان العافية  تمنحها قوة اخرى  غير خاضعة لنفوذ الجهات السياسية والرسمية ، والعافية بنظر العراقيين تكون بدرجات لاتحتاج الى تقديم وثائق وكتب صحة الصدور،  على الرغم من  ادراكهم بان الدولة مسؤولة عن  مكافحة الاوبئة والامراض بوصفها معنية بشكل مباشر عن سلامة مواطنيها ومادامت العافية درجات  من الضروري ان تلتفت وزارة الصحة والبيئة الى هذا الأمر فتجعل التسعيرة على درجات تنسجم مع تنفيذ الاجراءات الاصلاحية ، اللهم  نسألك منح الحكومة دوام الصحة والعافية .