قبل يوم من اندلاع تظاهرات 25 شباط في بغداد عام 2011 كان الرحل أحمد المهنا يقضي أمسية مع اصدقائه ، قيس حسن ، فاضل النشمي، عمار السواد وآخرين يعملون في مؤسسات اعلامية محلية وعربية ، رياح الربيع العربي قبل ان تتحول الى زوابع رعدية لتترك تداعياتها على الاوضاع الأمنية متمثلة باتساع نشاط الجماعات الارهابية ، كانت محور الحديث ، مع طرح تساؤلات حول امكانية انتقال الرياح الى العراق ، لمنع الحزب الحاكم من التفرد بالسلطة، حفاظا على الديمقراطية بنسختها العراقية ، القلق من بروز مظاهر الاستبداد ، حفزت قريحة احد الحاضرين فاطلق اهزوجة " من القاهرة لبغداد تمشي العاصفة" فاعجبت الراحل المهنا فرددها مع تغيير مفردة تمشي الى تسري ، بعد دقائق تحولت الاهزوجة الى شعار اجج الحماسة الثورية ، فتوجه اصدقاء المهنا بقيادته الى مبنى اتحاد الادباء في ساحة الاندلس ليطلقوا هتافهم بمشاركة من كان حاضرا في القاعة.
في يوم انطلاق التظاهرة ، قررت الحكومة فرض حظر التجوال في العاصمة ، لكن المتظاهرين وصلوا الى ساحة التحرير سيرا على الاقدام ، البلطجية اتخذوا من مبنى المطعم التركي بجوار جسر الجمهورية مكانا لرصد المتظاهرين ، القيادي في حزب الدعوة الاسلامية النائب السابق كمال الساعدي تقمص دور سعد بن ابي وقاص في فيلم القادسية ليدير المعركة من مكان مرتفع ، فيما اغلقت القوات الأمنية من الجيش وشرطة مكافحة الشعب مدخل الجسر بدعامات كونكريتية فسنت سنة استمرت حتى الوقت الحاضر ، الراحل المهنا وزوجته السيدة ام زيد اتخذا مكانا اسفل نصب الحرية ، يرددان شعارات المحتجين ، على أمل وصول العاصفة من القاهرة الى بغداد لتصحيح اعوجاج العملية السياسية، وتعزيز النظام الديمقراطي بمبدأ التداول السلمي للسلطة.
بلطجية المطعم التركي رصدوا ابرز النشاطين في التظاهرة ، وبأوامر فورية صدرت الى القوات الامنية توجهت مفرزة الى منطقة رخيتة في حي الكرادة داخل واعتقلت الصحفي علي عبد السادة و الشاعر حسام السراي ، والاعلامي علي السومري، والمسرحي الراحل هادي المهدي ، على لسان الراحل احمد المهنا نقلت فضائيات عربية خبر اعتقال الناشطين الاربعة ، اثر ذلك صدرت بيانات استنكار وتنديد مع ارتفاع الاصوات المطالبة باطلاق سراحهم .
في مساء اليوم التالي ظهر الراحل المهنا في برنامج سبعة ايام لمعده ومقدمه ناصر طه في فضائية الحرة ليسلط الضوء على التظاهرة ذاكراً إهزوجة من القاهرة لبغداد تسري العاصفة معربا عن اعتقاده بان حركة الاحتجاج في العراق ستتواصل نتيجة تراجع الاداء السياسي والحكومي استشراف الراحل المهنا كان دقيقا حين تبنى المحتجون في تظاهرات تموزالماضي شعار "باسم الدين باكونا الحرامية" لاخترال غضب واستياء شعبي من بلطجية وفر لهم الاحتلال الاميركي فرصة التحكم بالبلاد والعباد في غفلة من الزمن العراقي الاغبر، قالها الراحل أحمد المهنا من "القاهرة لبغداد تسري العاصفة " لتصحيح معادلة سياسية مضطربة مهندسها بريمر ، نفذها ائتلاف المطعم التركي .
"عاصفة" أحمد المهنا
[post-views]
نشر في: 24 فبراير, 2016: 05:36 م