الطفولة عالمٌ مليء بالنقاء ، نسكنه كطيور محلقة في سماءٍ وردية ، وحين ننفصل عنه لا يبقى لدينا سوى شوق يشدنا إليه وبعض ذكرياتٍ تربطنا به ، وأحلامٌ تركت في دمى الطفولة تلك التي رحلنا عنها ورحلت عنّا .الكثيرون اليوم تناسوا أهمية هذا العالم
الطفولة عالمٌ مليء بالنقاء ، نسكنه كطيور محلقة في سماءٍ وردية ، وحين ننفصل عنه لا يبقى لدينا سوى شوق يشدنا إليه وبعض ذكرياتٍ تربطنا به ، وأحلامٌ تركت في دمى الطفولة تلك التي رحلنا عنها ورحلت عنّا .
الكثيرون اليوم تناسوا أهمية هذا العالم ولم يحاولوا ملامسته رُغم انه القاعدة الأساس التي من خلالها يُرسي المجتمع خُلقه ويزرع الإنسانية في نفوس أفراده إلا أن الكثير ما يزالون يفتقرون للوعي بأهمية هذه الثقافة، وبالمقابل لاتخلو الساحة الثقافية من أؤلئك الذين عملوا على النهضة بأدب وثقافة الطفل ومن بينهم الفنان التشكيلي والرسام صالح رضا والذي حاول الوصول إلى روح الطفل العراقي والعودة لاحتضان صور طفولته من خلال اقامة معرض رسم خاص برسومات الأطفال بعنوان "من وحي الطفولة " وذلك صباح الاثنين على قاعة دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة .
المعرض الذي لم يشهد حضورا صحفيا وإعلاميا ،حيث أعاقت التظاهرة أمام مبنى الوزارة دخول الإعلاميين نتيجة غلق أبواب الوزارة كافة ، افتتحه مدير دائرة الفنون التشكيلية شفيق المهدي والذي قال "صالح رضا يحاول العودة إلى ذاكرة الطفولة وواقع الطفولة من خلال لوحاته التي قدمها ، فهو انطلق من حاجته اللاواعية للطفولة للوصول إلى أحلامه الشخصية ."
وأضاف المهدي أن " ما يريده رضا هو ملامسة الطفل ودواخله ، وما يريده رضا للطفل بشكل أعمال تعكس واقعه وتلامس أعماله وألعابه وعكس صورة لأيامه وما بها من أحداث ." وبيّن المهدي "أن المعرض باذخ الجمال ومدهش وفيه حرية واستخدم مائيات تناسب اعمال الطفولة لما فيها من جمالية ." ذاكراً أن " قسما من اللوحات اسس لها الفنان في مصر حيث اهتموا به اهتماما كبيرا واخذوا العديد من اللوحات من أجل عرضها والعمل بها " ، مؤكداً "سيتم نقل هذا المعرض للعرض في قاعة كولبنكيان لما فيه من نجاح وتأثير كبيرين ." فيما بين الفنان التشكيلي صالح رضا متحدثاً عن أعماله "حاولت المزاوجة بين الواقعي والحداثة والتبسيط فبدل رسم وجه كامل رسمت ملامح بسيطة تتبين من خلالها ملامح الطفولة . " وأكد رضا قائلاً "لقد عرض وزير التربية عليّ فكرة العمل في تدريس هذا النوع من الرسومات ضمن المهنج المدرسي ، كما قمت بتقديم مثل هذه الأعمال في القاهرة ولاقت قبولاً كبيراً وقد أُخذ الكثير منها للعمل بها وعرضها . " وذكر رضا " أن ما يحزنني حقاً ما اراه من واقع الطفل العراقي الذي بات يفتقر لأقل حق من حقوقه فهو اليوم لا يعرف سوى لغة الدم والسلاح ، حتى حين يُسئل عن ما يفضله من ألعاب يطلب أداة سلاح وهذا أمر مؤلم جداً ، فحاولت تقديم هذا المعرض لاسترجاع طفولة العراق المفقودة ." بدوره ، ذكر الفنان التشكيلي قاسم العزاوي "ان هذا المعرض يؤكد وجود الاهتمام بواقع الطفولة ومدرسة الطفولة من خلال الفن ."
وأضاف العزاوي " كان صالح رضا متمكناً بنقل ذاكرة الطفولة من خلال استخدام الأوراق البيضاء المؤطرة وهذه الألوان المائية التي تعكس جمالية أعمال الأطفال فبات مُقلداً المشهد البصري والتشكيلي للوصول إلى طفولة ناصعة البياض وقدم لوحاته بحجم واحد ." وقد تضمن العرض الذي استمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري "الخميس الفائت" قرابة الأربعين لوحة . يُذكر أن هذا المعرض هو الثاني عشر في تسلسله بين المعارض المحلية التي قدمها رضا ويعتبر الثامن عشر بين المعارض محليةً وعالمية إضافة إلى تقديمه جداريتين كبيرتين في ديالى .