مقرر مجلس النواب نيازي مصطفى اوغلو ، ممثل القومية التركمانية في البرلمان ، له الافضلية في جعل "الجرّاوية" حاضرة في الدورة التشريعية الحالية ، في وقت انحسر استخدامها كغطاء للرأس في العراق باستثناء بعض المحافظات ولدى اعضاء فرقة اداء المربعات في منطقة باب الشيخ . هذه الإشارة وردت في دفتر ملاحظات مراسل صحيفة عربية عاصر جميع الدورات التشريعية وغادر العراق قبل اشهر واستقر في عاصمة اوروبية . على مدى اكثر من عشر سنوات غطى المراسل أحداثا شهدها المجلس ، بدءا من اول مشاجرة حصلت بين رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني والنائبة عن التيار الصدري غفران الساعدي حول النغمة المستخدمة في هاتفها الشخصي ، حتى آخر مشادة اندلعت بين نائبين ، أدت الى رفع الجلسة نصف ساعة لإعطاء دور للمساعي الحميدة في تحقيق مصالحة فورية بين النائبين ممثلي الشعب في البرلمان .
زملاء المراسل مازالوا يواصلون تزويده بوقائع وأحداث برلمانية، لتلبية رغبته في اصدار كتاب يتناول فيه الوجه الآخر من البرلمان ، فضلا عما دوَّنه في دفتر ملاحظاته . اول زواج حصل في البرلمان كان بين عضو التحالف الكردستاني عبد الله صالح ، وشذى الموسوي عن الائتلاف العراقي الموحد ، اكثر المتغيبين زعيم سياسي معروف ، اكثر الأعضاء حرصا على حضور الجلسات حميد مجيد موسى ، صاحب السيدارة الفيصلية الوحيدة في المجلس عدنان الدليمي . ولصاحب السيدارة امتياز آخر مسجل باسمه، بأنه جعل ابنته تشغل مقعدا في البرلمان عن جبهة التوافق عن طريق القائمة المغلقة ، اكثر رؤساء البرلمان استخداما للمطرقة محمود المشهداني .
سيضم الكتاب اسماء جميع النواب من ثلاثة أصناف : الأفندية واصحاب "العكل " والعمائم بنوعيها السوداء والبيضاء ، اما النساء عضوات المجلس فسيخضعن الى تصنيف السافرات والمحجبات ، مع ذكر المخضرمات صاحبات الحضور الدائم في جميع الدورات التشريعية بفضل الكوتا النسائية ، والقرب من رئيس القائمة الانتخابية .
مؤلف الكتاب لن يخوض في البحث عن أداء البرلمان العراقي التشريعي والرقابي ، بقدر حرصه على ان يوفر متعة للقراء بسرد أحداث ومعلومات طريفة ، حصلت تحت قبة البرلمان او في أروقته مرفقة بعشرات الصور.
الفصل المخصص في الكتاب عن نفوذ رؤساء الكتل النيابية سيسلط الضوء على طريقة تعاملهم مع أعضاء كتلهم ، كيف ينفذون أوامرهم ، وماهي الإشارة المتفق عليها في رفض او دعم التصويت على القرارات ، وعقد المؤتمرات الصحفية لإعلان المواقف بحضور جميع اعضاء الكتلة ليكون الجميع في الصورة أمام كاميرات الفضائيات المحلية والعربية: العنصر النسوي في الصف الاول والرجال في الصف الثاني ، كأن على رؤوسهم الطير ، و المكلف من رئيس الكتلة بالقراءة او الحديث ، فهو الوحيد الذي يمتلك الحق بالرد على اسئلة الصحفيين يفضل ان يرتدي غطاء الرأس المعبّر عن هوية الكتلة النيابية وحضورها بالمشهد السياسي بقوة 100 حصان .
"جرّاوية" البرلمان
[post-views]
نشر في: 26 فبراير, 2016: 09:01 م