كانت تظاهرة 25 شباط 2011 أكبر عملية احتجاج شبابي حدثت خلال السنوات الماضية ، توافقت شعاراتها على أهمية التغيير ، وأيضا التأكيد على أن بلوغ المستقبل لا بد ان يتم بوسائل وقيم تتيح للعراقي ان يتمتع بكامل حقوقه المدنية ، وتضمن للمجتمع ان يتمتع بحكم ديمقراطي بالتطبيق والمحتوى، لا بالشكل والشعارات .
ونتذكر جميعا كيف خرجت معظم القوى السياسية آنذاك وهي تسخر من المحتجين ، وسمعنا وشاهدنا آنذاك نواب دولة القانون يخرجون السنتهم للشباب المحتج ، حتى أن كمال الساعدي اخبرنا وهو يقف على سطح المطعم التركي من ان 20 مليون عراقي لا يؤيدون مطالب المتظاهرين ، ولم ينس السيد النائب آنذاك بأن ينصح الحكومة بأن لا تستجيب لمطالبات الاقلية التي تتظاهر في ساحة التحرير وان تأخذ برأي الاكثرية الذين يهتفون بالروح وبالدم للحكومة ، لم يكن الساسة " المجاهدين " في اروقة الحكومة ومجلس النواب يؤمنون بان شباب العراق يملكون شجاعة الاحتجاج، فهم يريدونهم تابعين لهم، مثلما هم تابعون لبلدان الشرق والغرب، لكنهم رغم ذلك يوزعون "الاجندات الاجنبية" على المتظاهرين.
ظلّ الساسة مصرّين على ان تظاهرات الشباب هي ضد الدين ، فيما الواقع يؤكد ان السياسيين ومعهم المسؤولون قدموا ومازالوا يقدمون صورة سيئة للتجارة بالدين ، فهم يَعِدون ويخلفون ويتحدثون ويكذبون ، ويؤتمنون فيخونون ، ويستغلون الدين لبلوغ مراميهم دون أن يقدموا نموذجا حسنا للسياسي المتديّن .
اليوم ونحن نراجع ما حدث في تظاهرات 2011 علينا ان ندرك جيدا أن الإصلاح ليس فكرة ولاشعارات ومنشورات اولافتات. إنه ارادة تحتاج الى شجاعة، وهو فرض وليس رغبة يطلقها العبادي او أمنية يتمناها الشهرستاني ، او خطبة يلقيها المالكي ، او تحريض يطلقه النجيفي الإصلاح لا يأتي من داخل قاعات البرلمان ، و لا من احذية عالية نصيف التي تتباهى بها . الإصلاح يأتي عندما يقر الساسة جميعا بلا استثناء ، بأن العيب ليس في خروج الفتاة سافرة ، ولا في احتفالات يوم الحب، بل العيب الاكبر هو ان يكون السياسي شريكا فاعلا في سرقة ثروات البلاد ، والعيب الاعظم ان يصمت رجل الدين على الخراب والموت والنهب المنظم . العيب ان يكون هناك ملايين العراقيين في خيام التهجير وطرق الغربة
العيب ان لا نرى او نسمع احداً سوى المحرضين والطائفيين ، ولا نرى البطولة إلا في نموذج حنان الفتلاوي ، العيب ان لانشاهد سياسيا او مسؤولا بنى مدرسة او ميتماً. العيب ان لا نرى سوى قتال ومتقاتلين وصرَّاخين ومعبّئين ومحرّضين ومرضى بشهوة السرقة وقتل الأبرياء .
الإصلاح ليس رغبةً يطلقها العبادي
[post-views]
نشر في: 26 فبراير, 2016: 06:24 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
ان الدين يخرجون السنتهم وهم الحاكمون يتصورون انهم يدافعون عن الدين ولا يقولون لنا اى دين؟؟ هل يقصدون الدين اليهودى؟؟؟؟ادا كان هدا قصدهم فليهاجروا الى اسرائيل----------او ان قصدهم الدين المسيحى فليهاجروا الى الفاتيكان-------او انهم يقصدون الدين الحنيف الاس