تزدهر في العراق هذه الأيام مهنة قراءة البخت السياسي ، ومراقبو حركة الإصلاح ، قد يختلفون في طريقة الصراخ، لكنّهم يلتقون في رفع نسبة الأميّة السياسيّة.
ويبدو أنّ العاملين في هذا الحقل من مدمني قراءة الكفّ والفنجان يتوقعون أنّ : المالكي سيعود منتصراً على الاكتاف ، تحت عنوان عريض "مرحباً بـ" حامي الإصلاح والتغيير " .
تحليلات من نوع كوميدي أو من نوع أكثر إضحاكاً حين يعتقد البعض أنّ العودة الى الماضي يمكن لها ان تُنتج مستقلاً مستقراً .
قبل أشهر تابعت كعادتي أخبار البلدان التي لاتبحث عن مختار العصر ، ولا عن زعماء خالدين على الكراسي ، بلدان تؤمن بأن رئيس الوزراء موظف يؤدي خدمة مثله مثل شرطي المرور ، بلدان لاحصانة فيها للوزير مادام يتقاضى راتباً من أموال دافعي الضرائب ، في واحدة من هذه البلدان ، ظهرت على صدر الصفحات الاولى في معظم الصحف الإسبانية ، صورة لشاب إسباني وهو يلكم رئيس الوزراء ، متّهماً إياه بالتقصير في ملفّ البطالة وأن إجراءاته الاقتصادية أضرّت بالشباب ، طبعاً نسبة البطالة في إسبانيا لاترتقي الى المستوى الذي وصلت إليه في العراق ، فنحن دائما نصرّ على ان نتبوّأ المراكز الاولى ، في عدد القتلى دخلنا موسوعة غينيس ، في أعداد المهجّرين لاتوجد سجلات تكفي ، في البؤس نحن على قائمة الدول العبوسة ، في التلوث والنفايات اطمئنوا حتى الصومال لا تستطيع مجاراتنا ، واذا فتحت ملف الفقر والبطالة فحتما ستعتقد أنك تعيش في بلاد ، لم تصل إليها الحضارة بعد .
رئيس وزراء إسبانيا البالغ من العمر 60 عاماً قال للصحفيين انه لم يصب بأذى ، لكن اللكمة تركت علامة حمراء على خده، فيما الشاب صاحب اللكمة قال للصحفيين انه فرح من فعلته وأكد انه سيعاودها لو سنحت له الفرصة.
يرفض ساستنا الأشاوس ان يراهم الناس في لحظة ضعف بشري.. فكيف يمكن للسياسي المبجل ان يتلقى تأنيبا من مواطن فجع بابنه اومن ام فقدت أعزّ ما تملك، فما بالك اذا تجرّأ المواطن وقرر ان يفعل شيئا من هذا القبيل مع حكيم الأمة إبراهيم الجعفري ، سيحاكم بتهمة 4 إرهاب وسيخرج الناطق باسم الداخلية ليعلن على الملأ الإنجاز الحكومي بالكشف عن خلية إرهابية ، وسيظهر المواطن ببدلة برتقالية ذليلا مرتجفا وهو يعترف بأنه خطط لتفجير المنطقة الخضراء!
في إسبانيا لايسمح لرئيس الوزراء بأداء القسَم أمام الجمعية الوطنية ، مالم يقدم كشفا بأسماء أبرز مستشاريه، وفي بلاد النهرين لا أحد يدخل على الوزير سوى المقربين منه ، ولا يقف وراءه إلا أحد أعضاء حزبه .
في السنوات الثلاثين الاخيرة انتقلت بلاد سعيدة الى الازدهار، ودخلت قوائم الدول الغنية ، وحدها فقط بلاد خطباء الإصلاح ، تزداد تقدما في سجلات البؤس والتخلف والدماء والانتهازية والتزوير والشعارات الكاذبة.
من "يلكم" حكيم الأُمة
[post-views]
نشر في: 27 فبراير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 2
بغداد
الاعلامي الفاضل علي حسين هناك فرق كبير بين رئيس وزراء اسبانيا الملكوم ( يعني بالعراقي المضروب راجدي) وبين رئيس وزراء بالعراق وبين مواطن إسباني شاب يلكم رئيس وزراء بلده براجدي محترم وبين مواطن عراقي سحبوا منه المواطنة وصنعوا له قوانين اذا تجرأ ان يفعل كما
د عادل على
السوئيد دوله غنيه وديموقراطيه تماما واشتراكيه وشعبه من اسعد شعوب العالم-قائدها المشهور اولوف بالمه كان معروفا فى كل العالم لقوة شخصيته واستقلاليته حتى تجاه الولايات المتحدة و كان يتمشى فى بعض المرات وحيدا فى الشارع داهبا لمشاهدة فلم عندما جاء شخص غير