TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل نحتاج إلى وزير داخلية " سياسي " ؟

هل نحتاج إلى وزير داخلية " سياسي " ؟

نشر في: 28 فبراير, 2016: 07:00 م

الفارق بين جملة  وزير داخلية  منصب سياسي  وجملة وزير داخلية منصب مهني  مجرد  اختلاف في الكلمة الاخيرة  ، لكن الفارق على ارض الواقع  أعمق وأكثر تعقيداً ، هل القضية تتعلق بمنصب وزير الداخلية فقط ؟ لا ياسادة إنها مرتبطة بمعظم وزاراتنا ومؤسسات الدولة التي تحولت الى إقطاعيات توزع بين الكتل السياسية ، النفط لك ،إذن  المالية من حصتنا ، الخارجية سنتركها لفلان ، لكن  الداخلية لا يمكن ان تخرج من عباءة هذا المكون ، هذه الكلمة  المكونة من اربعة حروف  " مهني " ليست مجرد كلمة يستخدمها السياسي والمسؤول ليغطي بها فشله  ، لكنها الموضوع ومربط فرس الإصلاح التي لايريد العبادي حتى هذه اللحظة ان يمسك لجامه بشكل صحيح  ، وهذه الكلمة هي التي يجب ان ننشغل بها  عن مؤتمرات المصالحة التي  دائما ما تنتهي،  بأن يُقبّل فلان وجنتي فلان ويضحك علّان في وجه  فلان  ، ثم يذهب كل منهم في طريقه ، لنراهم بعد أيام يتراشقون في  الفضائيات.  
لعلّ الاعتراف بوجود مشكلة حقيقية في الملف الأمني ، هو بداية لفهم معنى كلمة المهنية التي من شروطها أن لا تسعى الدولة الى تغييرات شكلية  من باب الاستحقاق السياسي والطائفي ، وهذا الاستحقاق هو الذي يدفع عشاق  المناصب الى  الحديث عن الإصلاح الوردي والمهنية الكامنة في نفوس الوزير الجديد الذي ما أن يمسك الوزارة أياً كانت ، ليحوّلها الى " فرقة " حزبية تتبع توجّهات رئيس الكتلة وأعضائها ، وهذا المشهد عشنا في ظله ، ولانزال منذ اكثر من عشرة اعوام ، وهو الامر الذي يجعل مؤسسة مثل وزارة الداخلية تفشل بكل عدّتها وعديد منتسبيها ، في الحفاظ على حياة مواطنين  ذنبهم الوحيد أنهم صدقوا شعارات دولة الامن والامان ..
منذ سنوات  والحوادث الإرهابية تتوالى، ووراء كل حادثة أسئلة تثار، لكننا ونحن نطرحها  باحثين  عن إجابات، نصطدم بشعارات الإصلاح ، والأجندات الأجنبية ،  ، لنجد انفسنا في ظل لافتة  "عجز الإرهاب عن المواجهة " نفشل في العثور على  إجابات لأسئلة مهمة ، كان يمكن أن توفر علينا الكثير من دماء الأبرياء.
سيظلّ سؤال واحد هو ماذا يجري في الملف الامني ؟  أحد أهم الأسئلة، التي لا تجد إجابات حقيقية ، غير إجابة "إننا في حالة حرب ضد الإرهاب " بكل ما تحمله من محاولة تمييع القضية الاساسية ، لأننا  لانعرف كيف تسير المعركة ، وماهي نتائجها  ، ومن هم " المهنيون " الذين يديرونها؟.
اليوم أيها السادة نريد وزارة دفاع  بضباط مهنيين وأكفاء، ومثلها وزارة للداخلية ، لتكون لدينا وزارات أمنية  ترتبط بالمهنية ، لا بالاستحقاق السياسي والطائفي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ناصر المظلوم

    الاخ علي كلهم عملاء وخونة ومثل قال مظفر النواب ان حظيرة الخنزير اطهره من طاهرهم والخيوط كله بيد ابو ناجي والاميركان مع كل التقدير لك والاحترام

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram