نجحت قوات الحكومة السورية باستعادة السيطرة على طريق رئيسي مؤدي إلى مدينة حلب الشمالية من قبضة مسلحي تظيم داعش يوم امس الاثنين، فيما جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  موقف بلاده الرافض للتدخل في سوريا، داعيا الى التوصل لحل سياسي للأزمة .

 نجحت قوات الحكومة السورية باستعادة السيطرة على طريق رئيسي مؤدي إلى مدينة حلب الشمالية من قبضة مسلحي تظيم داعش يوم امس الاثنين، فيما جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  موقف بلاده الرافض للتدخل في سوريا، داعيا الى التوصل لحل سياسي للأزمة .
وأضاف المرصد أن المعارك مستمرة بين القوات الحكومية ومسلحي التنظيم في المنطقة الواقعة جنوب شرقي محافظة حلب . وقال التلفزيون الرسمي السوري امس الاثنين إن قوات الحكومة تقوم بتطهير الطريق الذي يمر عبر بلدة خناصر من الألغام . وكانت القوات الحكومية تعتمد على الطريق للوصول إلى حلب لأن مسلحي المعارضة يسيطرون على الطريق الرئيسي السريع المؤدي للمدينة الواقع إلى الغرب. وكان مسلحو داعش سيطروا على بلدة خناصر التي تقع على بعد 50 كيلومترا جنوب شرقي مدينة حلب لكن القوات الحكومية تمكنت الأسبوع الماضي من استعادة البلدة بعد يومين من سيطرة التنظيم عليها.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال ان تنظيم داعش، أعدم 2142 مدنياً خلال 20 شهراً من إعلانه ما يسمى بدولة الخلافة، في مناطق سيطرته بسوريا. واضاف المرصد في بيان امس الإثنين، إن من بين الذين أعدموا 78 طفلاً و121 امرأة ، مشيراً إلى أن داعش نفذ عمليات الإعدام رمياً بالرصاص، أو بالنحر، أو فصل الرؤوس عن الأجساد، أو الرجم، أو الرمي من ارتفاع شاهق، أو الحرق في محافظات دمشق وريف دمشق ودير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة. وأشار إلى إعدام التنظيم خلال نفس الفترة نحو 1825 من المقاتلين وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والأكراد وعناصر تنظيم داعش.
يأتي ذلك فيما دعا الكرملين شركاء روسيا الأجانب إلى التحلي بالحذر فيما يخص التعامل مع موضوع الهدنة في سوريا، محذرا من توجيه أصابع الاتهام إلى روسيا بخرق شروط التهدئة. وأكد دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أن عملية تطبيق الهدنة في سوريا بدأت، قائلا: "من المهم أننا توصلنا إلى اتفاق، وأقدمنا على الخطوات الرئيسة تنفيذا لهذا الاتفاق. إن العملية جارية، لكن كان من الواضح منذ البداية أن تلك العملية لن تكون سهلة". وأردف قائلا: "شدد الرئيسان الروسي والأمريكي منذ البداية على أن الطريق إلى تهدئة مستقرة فعلا في سوريا لن يكون سهلا، نظرا للوضع الصعب في سوريا". وأضاف أن موسكو دعت مرارا شركاءها إلى التحلي بحذر بالغ قبل توجيه أية اتهامات لأحد بإفشال الهدنة. وتابع بيسكوف: "الوضع ليس مستقرا حتى الآن، وعلينا أن نجدد دعوتنا (إلى التحلي بالحذر)". وسبق لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن أعلن أنه سيبحث مع حلفاء الرياض الانتهاكات للهدنة في سوريا التي زعم أن الجيش السوري والطيران الروسي يتحملان المسؤولية عنها. وألمح الجبير إلى إمكانية تطبيق "خطة بديلة"، قائلا: "إذا اتضح أنه ليست هناك جدية من جانب النظام السوري، أو لدى الحلفاء فالخيار الآخر وارد، وسيكون التركيز عليها"، دون الخوض في التفاصيل. وكانت وزارة الخارجية الروسية، قالت امس الاثنين، إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ناقش مع نظيره الأميركي جون كيري تطورات الهدنة في سوريا بعد مرور يومين على بدئها. وأوضحت الوزارة في بيان أن لافروف وكيري بحثا أيضا في الاتصال هاتفي تعزيز التعاون بين القوات المسلحة فيما يتعلق بخطة وقف إطلاق النار في سوريا، مشيرة إلى أنهما أكدا الحاجة لتعاون الجانبين. وقالت الوزارة إن لافروف هو من بادر بالاتصال، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
وفي الموقف المصري ، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقف بلاده من إرسال قوات إلى الخارج خاصة إلى سوريا وليبيا، موضحاً أن ستراتيجيته تستهدف حماية الأراضي المصرية. وقال خلال الحوار مع صحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية، ان "ستراتيجيتنا هي لحماية أرضنا، وسنواصل حربنا ضد الإرهاب، ولن نتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة". وانتقد الرئيس المصري، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، موضحاً أنه يفتقر إلى الفعالية لوضع حد لممارسات التنظيم الذي يشكل خطراً على المجتمع الدولي كله. وحذر السيسي من انهيار ليبيا، مشيراً إلى أن انهيار ليبيا يفتح المجال لانتشار الإرهاب في دول الجوار ـ تونس ومصر والجزائر وحتى في أوروبا. وكان السيسي قد أعلن، في وقت سابق، أن موقف بلاده من الأزمة السورية "واضح ولم يتغير"، ويتمثل في عدم التدخل في الشأن السوري، واحترام إرادة الشعب السوري، ومكافحة الإرهاب والعناصر المتطرفة، مع العمل على التوصل لحل سياسي للأزمة يحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية ويفسح المجال للبدء في جهود إعادة الإعمار.