اللجنة المختصة المرتبطة برئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لاجراء التغيير الوزاري المرتقب  ، توصلت الى  تسمية 14 مرشحا ، يضاف لهم اربعة تختارهم  كتلهم النيابية المصرّة على المشاركة في الحكومة ،  لاعتقادها بانها تمتلك قدرات وكفاءات لحل مشكلات العراق المستعصية  ، لجنة العبادي انجزت عملها ، وعلى مستوى آخر  يواصل فريق الحكومة التفاوضي لقاءاته مع القوى السياسية الممثلة في البرلمان   لضمان التصويت .
 في غضون الايام القليلة المقبلة ستقدم الحكومة الى مجلس النواب قائمة تضم اسماء المرشحين وسط تكتم شديد عن كشف الاسماء خشية" احتراقها" على حد تعبير  مصدر مقرّب  من العبادي  في تصريح بثته  فضائية عربية ، عازيا الاسباب الى بروز اعتراض على المرشحين قبل طرح اسمائهم في البرلمان، فيشتعل فتيل الخلاف بين الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية من جهة والعبادي من جهة اخرى   مما يؤدي الى حرق  القائمة فتذهب جهود لجنة العبادي ادراج الرياح  ومعها يضيع الخيط والعصفور .
بفرضية ان القائمة ضمت مرشحا شغل منصبا وزاريا في النظام السابق ، سيوضع في ميدان الرمي  ليتلقى سيلا من الانتقادات ، اما الاتهامات فستكون موجهة للعبادي ولجنته  لتجاهلها الكفاءات  الوطنية المعروفة بخدمتها الجهادية ،  واستعانتها بفلول النظام السابق لادارة الدولة ، الفرضية من وجهة نظر الاطراف الكبيرة المشاركة في الحكومة الحالية حقيقة لا تحتاج الى برهان ، ستعيد فكرة التغيير الوزاري الى المربع الاول على الرغم من دخول السفارة الاميركية على الخط في دعم العبادي للتعاون مع الفرقاء  لانقاذ العراق من أزمته المالية .
من سوء حظ رئيس مجلس الوزراء ان صلاحياته في اختيار اعضاء حكومته لابد ان  تحظى بموافقة الحلفاء والشركاء ، لامتلاكهم حق رفع الكارت الاحمر ، وطرد العبادي من الملعب بسحب الثقة منه ، وقتذاك لن ينفعه الدعم الاميركي،  فيضطر الى الاذعان لشروط الكتل مع التوقيع بالعشرة على مرشحيها من الوزراء من  صنف حارق خارق من سلالة التكنوقراط.
 الكتل الكبيرة لها  معاييرها الخاصة في اختيار المرشحين  لحمل الحقائب الوزارية في مقدمتها ان يكون صاحب خدمة جهادية ، يلتزم بأوامر زعيم تنظيمه السياسي   ، ينفذ ارشادات رئيس كتلته النيابية ، يستشير أولي الأمر في ابرام العقود مع الشركات الاجنبية ، يشجع نادي القوة الجوية محليا وبرشلونة عالميا ، لايسمع اغاني نانسي عجرم واليسا ، يدلي بتصريحاته حصريا لفضائية تابعة لزعيم سياسي حامل راية التغيير والاصلاح ، سجله في اللجان الاقتصادية الحزبية خال من اية مخالفة كبيرة كانت او صغيرة ،  لديه الاستعداد الكامل لتسخير امكانيات الوزارة المادية والبشرية لصالح قائمة معينة اثناء خوض الانتخابات التشريعية المقبلة  ، هذا النموذج هوالمفضل لدى حلفاء وشركاء العبادي ، في التحالف الوطني والكردستاني واتحاد القوى العراقية ، في كل الاحوال التغيير الوزاري المرتقب قادم ، مثل شعار عاجلاً ام اجلاً ستزول اسرائيل ، نفذ ثم ناقش مولانا.