أحد القرّاء عاتبني أمس ، لأنني أخصص العمود الثامن للحديث عن حنان الفتلاوي وعباس البياتي والمطلك ، وأنسى أن القارئ بحاجة إلى فسحة من المعرفة ، لا تتوفر في أسماء السادة أصحاب الفخامة والمعالي والسيادة .
لم أشأ أن أقول للمتحدث الكريم إنّ البعض يتصور أنني كاتب بطران ، حين أترك مشاكل البلاد ، واعطي ظهري للاجتماع الكبير الذي عقد برئاسة المالكي لاختيار وزراء تكنوقراط ، ولا أبالي بغياب " الرشاش " محمود الحسن، و لا أعلّق على خبر يصرّ أصحابه على وضع مدينة بغداد في المرتبة الاولى من حيث سوء العيشة والمعيشة ، وأنسى
" متعمداً " فضل مجلس محافظة بغداد الذي جعل عاصمتنا أحسن حالا من مقاديشو وكابل ، مثلما بشرنا عضو مجلس المحافظة سعد المطلبي " مشكورا " ونبهنا الى ان هناك مؤامرة قبيحة تقودها بريطانيا للإساءة إلى المنجزات العظيمة التي حققها مجلس المحافظة ، عندما أترك كل هذا وأبحث عن كتاب جديد أستعرض فيه عضلاتي الثقافية ، ، فأتمنى عليك عزيزي القارئ ان تتأكد بأنني بطران وابن بطران .
إذا لم تكن بريطانيا متآمرة على العراق ، فمن هو المتآمر إذن ؟ وإذا لم نكن افضل من الصومال وافغانستان في البؤس والتخلف، فماذا سوف نحقق إذن؟. وإذا لم يكن هدف الإصلاح ، بدء المسيرة " التكنوقراطية " بقيادة نوري المالكي ، فثمة مؤامرة كبرى تقودها أميركا لتعويض خسارتها في يوم السيادة . ويا سيدي القارئ العزيز لا يمكن لكاتب من لحم ودم ان يكتب عن همنغواي وماركيز ، ويقرأ أن مدينة مسقط لاتزال تحتفظ بصدارة البلدان التي يتمتع سكانها بحسن العيش وسعة المعيشة .
من بين الكتب التي تستهويني كتاب وضعه كاتب إنكليزي متآمر ايضا عن سلطنة عمان يخبرنا فيه ان قابوس عندما وصل الى السلطة ، كانت البلاد على شفا حريق هائل ، ثوار ظفار يرفعون السلاح ، اطراف السلطنة تشتعل بها انتفاضات مسلحة ، فقد كان السلطان السابق سعيد يغلق بوابات العاصمة عند غروب الشمس. ، لا مستشفيات، ولا مدارس. ولا حتى شارع معبّد واحد. ممنوع ان يسمع المواطن إذاعة أو يقرأ جريدة في العلن !
ماذا فعل الابن ، جعل قادة ظفار ضمن كبار طاقم الحكم الجديد ، وأقام مصالحة مع الجميع ، وفتح ابواب السلطنة امام الرفاهية الاجتماعية .وعلى الرغم ان عمان تفتقر الى الثروات الكبيرة مثل جيرانها ، إلا أن الامم المتحدة تعتبرها البلد الافضل عالمياً في مجال الصحة والتعليم .
سيهزّ القارئ يده حتماً ويقول يارجل طلبنا منك ان تتحدث عن الكتب ، فإذا بك تمتدح السلاطين ، ياسيدي اعذر كاتباً مسكيناً مثلي لايزال يتوهّم أن المسؤول الحقيقي هو الذي يعمل من اجل الناس ويمضي عمره في العمل بهدوء ، فيما الصحيح " عراقياً " ان أصحاب المكان فقط لاصحاب المايكرفونات ، والقاذفات التي تتجوّل ليلاً.
العبادي عند المالكي
[post-views]
نشر في: 4 مارس, 2016: 06:24 م
جميع التعليقات 3
محمد سعيد
حقا مسقط مدينه رائعه واله في التنظيم والانضباط المعماري , لانها لم تعتمد اداره بلديتها علي اصحاب الشيمه العرب من مختلف اقطارهم او علي اخوان الجيره العرب , لان معظم العربان يعروفون بالدرجه الاولي الالتفاف علي المال العام و السرقه قبل ان ي
خليلو...
1- يا ريت (يا ليت) كانت بريطانيا قائدة التغيير لفعلت مثلما فعلت بعد دخول مود بغداد لتصوغ العراق كما فعلت اول مرة وليست امريكا فكسرت ارجلنا وايدينا ثم تركتنا دون تجبير كسورنا ٢ -تقارن نوري المالكي ورهطه القبيح بسلطان عمان خريج كمبردج (ان لم اكن مخطئا) ه
الشمري فاروقf
الاخ العزيز ابو حسين...ارجو ان لا تنسى ان السلطان قابوس هو خريج(كلية هارو) البريطانيه في لندن وقد تخرج منها الملك حسين ملك الاردن رحمه الله والملك فيصل الثاني رحمه الله...وتقبل تحياتي