في مرات كثيرة أحاول أن أتخيل بماذا يفكر المواطن الأوروبي وهو يذهب في الصباح لشراء صحيفة أو البحث عن كتاب جديد، بالتأكيد ستكون اهتماماته متعلقة بأحدث إصدارات دور النشر ، وأنظر الى القارئ العراقي على قلته وهو ضجر من الصحيفة وأخبارها التي لا تحمل إلا وعدا بالخراب، ولأنني لا أريد ان أُدخل القارئ في نفق مظلم عن غياب مئات المليارات من الدولارات في وضح النهار دون ان يقدّم السرّاق للقضاء ، سأتحدث عن الكتب، فقد قرأت ضمن الأخبار أن كتاب الجنس الآخر للفرنسية سيمون دي بوفوار لايزال يتربّع على قائمة الكتب الاكثر اهتماماً ، رغم ان معارك الدفاع عن المرأة في الغرب لم تعد موجودة ، لكنها في الشرق مع ما نشهده من "تطور" في الخطاب الثقافي والسياسي، يصبح الحديث عن المرأة جزءاً من حياة يراد لها ان تعود الى ما قبل العصور الوسطى ، وتصبح تهنئة يقدمها حيدر العبادي لنساء العراق في يومهنَّ بمثابة المثلبة ، كيف يتسنى لقائد إسلامي أن يحيّي " الجواري " .
لايريد " الذكر " العراقي حتى وإن كان رئيساً لأعلى سلطة تنفيذية أن يغيب عصر الجواري، متخذاً أشكالاً كثيرة، أسوأُها مزادات داعش، وأكثرها مرارة لافتات تكتب على الحيطان "الحجاب أو التيزاب".وما دمنا في عالم الكتب ، فقد قرأت قبل أيام كتاباً جديداً عن عالم النفس فرويد ،
الرجل الذي لا تزال كتب جديدة تظهَر عنه، لتشرح نظريته في التحليل النفسي . وفي كل مرة هناك إضافات جديدة تُغني حياة هذا الفيلسوف ، الذي ظلّ مصرّاً إلى آخر يوم في حياته على تقسيم حالتنا الحياتية إلى ثلاثة أقسام: ما قبل الوعي، ثم الوعي، ثم اللاوعي.. الذي يسبب ما يسمى الانكار للواقع وهي الحالة التي تصيب معظم سياسيينا ، هذه الايام يتحدثون عن ملفات مثل النزاهة والفشل الأمني وتبديد الثروات وإقصاء الكفاءات .
حالة"الإنكار"التي يمارسها معظم ساستنا ومسؤولينا "الأفاضل"، هي ظاهرة ليست وليدة المرحلة الراهنة ولكنها والحمد لله ترسّخت منذ عقود.. حتى وجدنا مسؤولاً مهمته متابعة ملفات الفساد يخرج علينا بكل صلافة ليقول "ماكو فساد " الامر مجرد تهويل اعلامي
بالأمس وأنا أستمع إلى حوار تلفزيوني مع الشيخ جلال الدين الصغير. أثارني أنّ الرجل رغم حديثه الصريح عن سرقة المليارات ، مارس حالة الإنكار حين سأله مقدّم البرنامج عن القصور التي يسكنها قادة المجلس الأعلى ليجيب : " ليس لديّ علم بأن قاداتنا تسكن القصور " ربما سنصدّق هذا الكلام لو كان قائله فرداً عادياً من أفراد المجلس الأعلى ، أما ان يكون صاحبه قيادياً بارزاً ، ، وقبل ان أغلق الصفحة الاخيرة من كتاب المرحوم فرويد لاح لي السيد رئيس الجمهورية يقول لإحدى الفضائيات :" لا وجود لضغط إيراني على إدارة العراق "
عندها أيقنت أنّ الحالة العراقية سيعجز حتى فرويد نفسه عن إيجاد تفسير لها .
قانون لمكافحة " ما أدري "
[post-views]
نشر في: 8 مارس, 2016: 06:12 م
جميع التعليقات 1
بغداد
يا أستاذ علي حسين هذولة الجماعة النشامى والنشميات القابعون في كرين زورو zoo كلهم يمارسون مهنة الكذب والنصب على الشعب كمهنة تكنوقراطية ابدا هذه هي مهنتهم ووظيفتهم الحقيقة يكذبون ويسرقون ويقتلون الشعب العراقي بكل خسة ونذالة وبدم بارد لكونهم لا يحملون ذرة من