الهرب- عموماً - مذموم ، المواجهة - غالباً - محمودة !
حكمة علمنا إياها الأهل في البيت ، والمربون في المدرسة .
إلا الهرب من الغرق في مستنقع السياسة ، نزوعاً لشواطئ وبحار الأدب ، الأكثر عقلانية والأوضح جدوى .
والترجمة فـــن رفيع ، يستوي التوصيف فيه إزاء كل أنواع التراجم : العلوم المحضة او الدواوين الشعرية او السير الذاتية او القصص والروايات العالمية ، لآنها إثراء لذائقة القارئ المتلقي ( غير الملم بلغة غير لغته الأم )، وإغناء مصادر المعرفة في زوادته .
………
الترجمة المبدعة ، عملية شاقة ، جهد استثنائي . تقتضيه الإحاطة بمجاهل اللغتين معا ، وليست مجازفة التصريح ، بأنها أشق من صنعة التأليف ! فعلاوة على كونها عملية خلق ، فإنها تقتضي تقمص روح المؤلف الأصلي ، وجيرة يقظة لعقله ووجدانه ، واقتناص لحظات سكونه وهنيهات توهجه وانفجاره ، وتحسس مواضع وجعه ، والتقلب على نيران مجامره ، ومشاركته حمى اللحظة التي تنتابه ، وسوارات القشعريرة التي تهز كيانه ، وما هذا بهين ولا سهل ولا يسير ………
إن ولادة مترجم متمكن وأمين ونزيه ، تعادل إعداد عالم ، لا يمكن أن تحدث بالصدفة ، ولا بعملية قيصرية ، ولا عبر قوانين طوارئ .
إن الدخول (المجاني) لعالم الأدب والترجمة بالذات ، أفرز لنا أعمالا ضحلة ، هشّة وفجّة . وشجع الكثير من الأدعياء على ان يُسخموا وجوههم بتراجم تعاني من فقــر دم .
………
أمامي ترجمتان لكتاب واحد قام بترجمته أديبان من قطرين متباعدين… لم يعد آلأمر غريبا ، لكن الغرابة ، ان لا يشبه احد الكتابين الآخر ، وجاء الاختلاف حتى في ترجمة العنوان !! كتب أستاذ ضليع باللغة : هذي البلية تهون أمام المصيبة الكبرى ، إن كلا الترجمتين لا تتطابق بحذافير الكتاب بلغته الأصلية !!
الفن الصعب
[post-views]
نشر في: 9 مارس, 2016: 09:01 م