مع بدء العد التنازلي لحلول موعد تنظيم تظاهرة يوم الجمعة امام المنطقة الخضراء، أبدت قوى داخل التحالف الوطني الحاكم قلقها من قيام "المندسين " باقتحام المنطقة المحصنة ولاسيما ان حزب البعث المنحل وعبر بيان منسوب له أبدى دعمه لحركة الاحتجاج لغاية في نفس يعقوب ، كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري ، علقت مشاركتها في اجتماعات التحالف لاعتقادها ، بان الطاولة المستديرة ما عادت مجدية في الوقت الحاضر ، مصير البلاد اصبح بيد عفريت مارد ، فيما ركب زعماء التحالف ظهور السلاحف للعبور الى ضفة اخرى، تضمن لهم الحفاظ على مكتسباتهم .
تظاهرة الجمعة الماضية بشهادة منظمي حركة الاحتجاج والقادة الامنيين ، كانت منضبطة على الرغم من المشاركة الكبيرة ، الجهة المسؤولة عن ضبط ايقاع التظاهرات، لديها من المجسات مايجعلها قادرة على تشخيص "المندسين" حفاظا على سلمية التظاهرة من اي خرق محتمل ، في حال حدوثه سيضاعف رصيد المعترضين على حركة الاحتجاج ، حينذاك يتبرع القلقون من المندسين بأطلاق تصريحات تؤكد صحة استشرافهم للاحداث بالقول" هذا ما كنا نحذر منه" وفات هؤلاء الاشارة الى احتمال وجود المندسين من فلول النظام السابق في تظاهرات طلبة الجامعات المطالبين باقالة وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين الشهرستاني أحد ابرز قادة التحالف الوطني.
منذ اندلاع اول تظاهرة في العراق وقفت احزاب متنفذة ضدها ، اتهمت المتظاهرين بانهم فقاعات ينفذون اجندات خارجية ، الجهات القلقة من حركة الاحتجاج الشعبي أغلبها احزاب تنتمي الى ما يعرف بالإسلام السياسي ، تحاول اشعال فتيل حرب بين الدينيين والعلمانيين، لحرف مسار التظاهرات لافشال اهدافها ، بعد شعورها بالعزلة ، وتوصل قواعدها الشعبية الى قناعة اكيدة بان بعض الزعماء السياسيين شاركوا في خراب العراق وجره الى منزلق خطير بركوب ظهور السلاحف ثم جر عربة العملية السياسية نحو المجهول.
الحكومة اعلنت في اكثر من مناسبة استعدادها لتلبية مطالب المتظاهرين من خلال تنفيذ اجراءاتها الاصلاحية ، من الضروري جدا ان تعلن موقفا واضحا يؤكد حرصها على حماية المتظاهرين المؤيدين لحزمتها الاصلاحية المتعلقة بالحد من الفساد واحالة المسؤولين المفسدين الى القضاء ، المتضررون من الاصلاح ، يمتلكون ادوات تساعدهم على مصادرة صوت الشارع باي شكل من الاشكال ، سواء بتنظيم تظاهرات مضادة ، تقف وراءها جهات وشخصيات وصلت الى قناعة اكيدة ، بان اصحاب القمصان البيض يهددون مستقبلها السياسي وليس من المستبعد ان تنفذ حملة تصفيات ، تطال ناشطين يسعون الى بناء دولة مدنية ، وتشريع القوانين المعطلة المتعلقة بتنظيم الحياة السياسية في العراق .
مفردة الاصلاح الكلمة الاكثر تداولا في نشرات الاخبار المحلية فقدت معناها ، الاطراف المشاركة في الحكومة أيدت الاصلاح ، من يمنعها من الشروع بالتنفيذ ؟ هل تنتظر وصول موكب السلاحف لمنح الفائز الاول الميدالية الذهبية و "سوط " الشجاعة لرفعه راية الاصلاح وملاحقة المندسين .
"سوط" شجاعة للإصلاح
[post-views]
نشر في: 9 مارس, 2016: 09:01 م