حسم الخبير الأمني والسياسي والاقتصادي عبد الكريم خلف  الجدل بشأن سدّ الموصل . حيث أكد وبصمَ بالعشرة:  "السد سينهار عاجلا أم آجلا سينهار وستغرق مدن كاملة".
طبعاً لا أحد يمكن له أن يصادر حقّ السيد اللواء المتقاعد في أن يقرأ عِلم السدود بطريقته الخاصة .. ولكن ليس من حق أحد أن يلعب على مشاعر العراقيين  ، ففي مثل هذه القضايا التي تتعلق بأرواح الناس وأمنهم ،  يجب أن تكون هناك رؤية موحدة وعلمية  يطرحها متخصصون ، لا خبراء فضائيات .
وبعيداً عن علماء الجيولوجيا  وقريباً من خبراء السياسة في البرلمان ، أسال السادة النواب بجميع مكوناتهم لو أنّ نائباً في واحد من برلمانات العالم وقف وقال متفاخرا: لقد ذبحنا 700 أسير عراقي " هل سيصمتون ؟  الإجابة أتركها لأصحاب الميكرفونات الذين يقدّمون لنا كل يوم فصلا  مكررا ، ومشاهدَ لا سابقة لها في عصور الديمقراطية ، مشهد نواب يصرخون من أجل البحرين  ،لكنهم يصمتون أمام نائب إيراني تفاخرَ بالصوت والصورة ، انه قتل مئات العراقيين لأنهم كفار !
سيقول البعض من القرّاء يارجل بعد كل هذه السنوات ولا تزال تعتقد اننا نعيش في ظل سياسيين يحرصون على وطنهم ؟! السياسيون يعيشون من أجل  الكرسي ، والانتخابات  مجرد  تجارة تدر الملايين من الدولارات ، لا من العملة الوطنية ، والبرلمان تحول الى بورصة  الجميع يطرح أسعاراً.
ماذا حصدت الناس من البرلمان  ، ربما سيقول البعض ، لماذا تحمّلون الاحزاب الإسلامية كل الخراب ، ،  أليس  هناك تمثيل  للتيار المدني  ،  صوت يرتفع فى الفضائيات  ، ومقاهي  النخبة وصالوناتها .
تقول الارقام ان التيار المدني  لم يُحصل سوى  ثلاثة  مقاعد ، وبالتالى فالصورة ليست وردية ، كما يتصورها المواطن الذي ينتظر من التحالف المدني ان يشكل قوة ضغط على احزاب لها عشرات المقاعد .
ربما سيطرح البعض سؤالا جوهريا  هو: لماذا اخفقت  الحركات المدنية في الفوز بمقاعد معقولة نوعا ما  ؟ .أنا برأيي السؤال الاهم هو  : ما هي حقيقة تواجد  التيارات المدنية  فى الشارع العراقي ؟!. المنطقى أن يكون للتيار المدني  تواجد في التجمعات الشبابية والعمالية ، باعتبار أنه يعبّر عن هذه الفئات ، ثم أنّ هناك مناخاً مؤاتياً جدا في ظل أزمة اقتصادية اجتماعية خانقة،  والمفروض أنّ هذا خطابه التنويري  يزدهر في هذه الأيام، لكنّ الواقع عكس ذلك تماما. لو سألت عن العمال أو الطلبة او الطبقة المسحوقة  ، فقد تصدم حينما تكتشف أن أحزاب  الاسلام السياسي  لديها تواجد هناك أكثر من التيارات المدنية ، ولو سألت لماذا؟! فلن تجد جواباً ،  باستثناء أنّ الاحزاب الدينية سيطرت على البرلمان بالتزوير والرشوة ، وهذا جزء من الواقع  ، ولكن ماذا عن الشارع ؟هذا السؤال أطرحة خالصاً لوجه الوطن ، وأتمنى أن لا تكون الإجابة  على طريقة  اللواء المتقاعد  .