"بغداد مدينة الإبداع" ، هذا العنوان كان بدايةً لانطلاق أكبر معرض تشكيلي مشترك بالتعاون بين دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار والمركز العالمي للفنون التشكيلية ، حيث أُقيم صباح يوم الأحد الماضي على قاعة كولبنكيان ، والذي افتتحه و
"بغداد مدينة الإبداع" ، هذا العنوان كان بدايةً لانطلاق أكبر معرض تشكيلي مشترك بالتعاون بين دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار والمركز العالمي للفنون التشكيلية ، حيث أُقيم صباح يوم الأحد الماضي على قاعة كولبنكيان ، والذي افتتحه وزير الثقافة والسياحة والآثار وشارك فيه ما يقارب الـ 250 فنانا عراقيا وعربيا . شهد المعرض حضورا واسعا من قِبل العديد من الفنانين التشكيليين والنقاد وعدد من المثقفين وجمهور المعارض التشكيلية ، وقد اختلفت الأعمال المقدمة بين نحت وخزف ورسم وغيرها ، كما أن أغلب الأعمال المقدمة كانت تميل إلى الحداثة والانطباعية .
نائب رئيس المركز العالمي للفنون التشكيلية السيد ناثر البياتي تحدث عن المعرض قائلاً :" إن هذا المعرض أُقيم من خلال جهود كبيرة وحثيثة قام بها المركز ، وقد قدمت لنا وزارة الثقافة العراقية هذه القاعة مشكورةً ." مؤكداً "أن غالبية الجهود والتحضيرات التي عملنا عليها في هذا المعرض ماهي إلا جهود المركز." وأضاف البياتي قائلاً :"تم اختيار اللوحات المعروضة من قبل لجان متخصصة في الرسم والنحت والخزف ، وبعد دراسة دقيقة للأعمال المقدمة تم اختيار ما يقارب الـ 250 لوحة لـ250 مشاركا." وأكد البياتي "أن هذا المعرض انطلق من خلال اختيار اليونسكو لبغداد كعاصمة للإبداع في العالم." بدوره ، قال الفنان التشكيلي عاصف عامر آل بطي :"إن العمل الذي أقدمه يتحدث عن معالجة الحالة الإنسانية للأخوات الايزيديات وما تعرضن له من انتهاكات وتعنيف ."
وأضاف آل بطي قائلاً :"من خلال عملي حاولت التعبير عن ولادة الفكر التكفيري الذي أساء إلى واقع الحياة بشكل عام وكوّن شيئا مشابها للإخطبوط الذي حاول أن يأسر العالم." وبين آل بطي "أن العيون المرسومة في اللوحة تمثل تكالب الإرهاب على هذا البلد من كل أقطار العالم ." مؤكداً أن "الأعمال المقدمة ممتازة من حيث الكم والنوع ، وقد شاركت نخبة من الفنانين التشكيليين العراقيين من الأسماء الكبيرة المعروفة ."
لم يخلُ المعرض من مشاركة كبار الفنانين العرب والأجانب من بينهم الفنانة التشكيلية التونسية عايشة دبيش التي عبرت عن فرحتها لمشاركتها الأولى في معرض عراقي قائلة :"إن هذه المشاركة تُعد من أهم المشاركات لي وذلك لأن المعرض قدم أهم الفنانين التشكيليين إضافة إلى لوحات متميزة ، وأتمنى أن أكون جديرة بالمشاركة ومؤهلة لذلك ." وأضافت دبيش :"لقد قدمت عملا من المدرسة الانطباعية ، يحمل ألوان الحياة والتفاؤل وهي ألواني المفضلة ، والتي حاولت إنتاجها بعدة طرق من خلال مزج عدة ألوان بأساليب مختلفة." شهد المعرض العديد من الأعمال المميزة والتي تكاد ترتقي إلى العالمية من خلال اشتغالاتها البديعة. ومن بين الأعمال المقدمة "طائر الفينيق" للفنان التشكيلي لؤي الحضاري والذي بين لنا من خلال حديثه فكرة العمل قائلاً:"عملي بعنوان "طائر الفينيق" وهو طائر عراقي اسطوري من النار وجدَ في أساطير السندباد والف ليلة وليلة ، يقوم بحرق نفسه كل 500 عام ، ليستعيد نفسه بعد ذلك من الرماد ، في محاولة لإعادة أمجاده ذلك أن له جذرا عراقيا ولأنه يمثل الواقع والكيان العراقي ."