أعضاء كتلة نيابية  يمثلون تنظيما سياسيا منضويا في التحالف الوطني ، يعتزمون  استجواب وزير  كتلة اخرى  تساوي الاولى بالمقدار والتوجه واللون والرائحة  على خلفية رصد وتشخيص حالات فساد ،   صاحب المعالي المطلوب للاستجواب  استفزه تحرك الكتلة فاتصل  
بزعيمها.
- الو مرحبا حجي .
- حياك الله اهلا وسهلا تفضل بخدمتك ؟
-  حجي جماعتك بالبرلمان يريدون استجوابي.
- هذا حقهم الدستوري .
- حجي  تحت يدي ملف ضخم  يحتوي 200 حالة فساد ارتكبتها  حضرتك يوم كنت وزيرا قبل ان" طوط طوط " انتهت المكالمة  ، الوزير الحالي  بعث برسالته الى سلفه ، فجعل الاخير يتصل برئيس  كتلته النيابية ، اخبره بإيقاف التحرك لاستجواب الوزير فورا ، نفذ ثم ناقش ، صار واضح مولانا .
بالطريقة العراقية المبتكرة في مجلس النواب تتعامل القوى السياسية مع ملفات الفساد ، ما يثير الاستغراب انها ضمن تحالف يقود الحكومة الحالية ، شكل لضرورة تاريخية لتوطيد حكم الاغلبية على الاقلية ، منحه استحقاقه الانتخابي وزارات سيادية ، أصر على ان تكون الوزارات الخدمية من حصته ليثلج قلوب العراقيين بتسعير الشلغم ، ففشل في تحقيق حرف واحد من شعاراته باستثناء إعادة بناء الارصفة في شوارع العاصمة والمحافظات  ببلاط مستورد من   إيران الدولة الجارة الصديقة ، مازالت تحتفظ باكثر من  319 معتقلا عراقيا في سجونها بتهمة مشاجرات على الرغم من توقيع اتفاقية تبادل المحكومين  بين البلدين ومصادقة مجلس النواب العراقي  عليها في الدورة التشريعية السابقة.
الوزير المطلوب للاستجواب  اختصر الطريق للحفاظ على ماء الوجه من خلال  التهديد بفضح فساد سلفه ، فاستطاع  رد كيد المعتدين ، وسط  تلويح بنشر وثائق تثبت تورط الآخر بملفات فساد كبيرة  ستكون كافية لتسقيطه سياسيا ، في منطقة الخطوط الحمر ، تدخل كبار القوم بين الوزير الحالي والسابق وعلى قاعدة الحفاظ على سمعة التحالف ، تحول الخلاف الى  فرصة لتجديد العلاقة القديمة بين الطرفين  خدمة للمصالح الوطنية ، واكراما ليوم تحقيق السيادة.
في زمن ارتفاع  أصوات جميع الاطراف المشاركة في الحكومة المطالبة بالاصلاح ، يتواصل الحراك في الغرف المغلقة لتحقيق صفقات الحفاظ على المصالح ، لاضير من  تبادل الاتهامات عبر شاشات الفضائيات المحلية والعربية ، لتوجيه رسالة الى الشعب العراقي ، بان قواه السياسية على استعداد لخوض مشاجرات على الهواء مباشرة  دفاعا  عن مصالح قواعدها الشعبية العريضة.
الدور الرقابي البرلماني في كل برلمانات العالم  يمكن ان يتحول بجهود  الحريصين على تحقيق الصفقات الى فصل من الكوميديا الرثة المرتجلة ،  يجسد مشاهدها مهرّجون في غفلة من الزمن  ارتدوا اقنعة الساسة  استحقاقهم الانتخابي منحهم حق طرح مرشحيهم لشغل مناصب وزارية في حكومة عجزت عن  تبليط شارع واحد في جزيرة الواق واق ، اللهم ابعد  حكومتنا الرشيدة عن هؤلاء المهرّجين.