مثل كل مواطن عراقي محاصر بالخطب والهتافات والشعارات المزيّفة أمضي معظم نهاري ، وجزءاً من الليل متسائلا عن أسباب فشلنا: لماذا نحن والجارة العزيزة سوريا وجمهورية أنصار الشريعة"ليبيا سابقا" واليمن السعيد في كتب التاريخ فقط ، نحتل بنجاح ساحق شاشة الخراب والدمار، لماذا لم نعـد نهتم بمعدلات التنمية وخطط استثمار المستقبل.. اليوم وغداً وبعده، سيبقى العنوان الرئيس في معظم صحفنا هو إحصاء عدد السيارات المفخخة التي تتجول بكل حرية وأمان؟
لا تسأل عن عدد ضحايا العمليات الإرهابية التي وقعت في مدن العراق خلال الأشهر الأخيرة، وأتمنى عليك ان تمسح من ذاكرتك أرقام المهجرين يرفض ساستنا الكرام حديث الخيبة والفشل، فهم مصرّون على ان يملأوا الشاشات بخطب ومعارك نارية من نوعية " محاربة الفساد وإصلاح المجتمع لإقامة دولة العدالة الاجتماعية " هذه الجملة التي اصبحت تتردد بكثرة هذه الايام حتى انها ستدخل موسوعة غينيس قالها ويقولها مسؤولون نهبوا الاخضر واليابس ، وحولوا ثروات البلاد الى ارصدة في بنوك اوروبا ، ولم يكتفوا بذلك بل انهم يطالبون هذا الشعب بان يترك ملذات الدنيا ويتجه صوب دار الآخرة حيث تنتظرة مكافأة الصبر ، أما عصابات السرقة والقتل والتهجير فهي لها دار الدنيا بكلّ ملذاتها .
كان العراق،أول من أنشأ تلفزيوناً في الشرق الاوسط، ولم يكن الملك الصغير فيصل الثاني وهو يصرّ على إدخال هذا الجهاز الساحر إلى بيوت العراقيين يتوقع ان تتحول شاشته إلى حلبة للنفاق وبث السموم ، وأن يحتلها مشعان الجبوري باسم النزاهة وحنان الفتلاوي باسم الدفاع عن عراق واحد!
أتخيل المواطن المحاصر بفوضى الأمن والبطالة وشرور الطائفيين، وهو يتأمل صور ساستنا يخبرونه، أنهم محررو البلاد من الفساد، ومنقذوها من الخراب، ثم يفرك المواطن عينيه متسائلا: هل نحن نعيش في بلاد تسخر من مواطنيها وتستغفل عقولهم بشكل قاسٍ إلى هذا الحد؟
وعلى ذكر التلفزيون ، فقد تابعت خلال الايام الماضية الضجة التي اثيرت حول لاعبة التنس الحسناء شارابوفا ، لا حباً في الرياضة طبعا ، وانما تمتعا بقوام الحسناء الروسية ،والحاضرة دوما فى مساحات الجمال بابتسامتها الواثقة، التي تبعد عنك شبح عالية نصيف وتنسيك انك عشت سنوات قاحلة مع النائبة أم حاتم " ناهدة الدايني " ، وتجعلك تؤمن ان بعض نائباتنا ، لاعلاقة لهنّ بالنصف الآخر من كتاب سيمون دي بوفوار .
شارابوفا التي اتُّهمت بتناول المنشطات ، كان امامها اكثر من سيناريوهات للنجاة من الفضيحة ، أبسطها اتهام المنتقدين ، أنهم يتآمرون عليها ، او ينفذون اجندات اجنبية ، لكنها لحسن الحظ لم تدخل بوابة مجلس النواب العراقي ، وتدرك جيدا أن أصعب المشكلات ، يمكن حلها بكلمات قليلة وبسيطة ، أن تقول للناس الحقيقة.. ثم تعتذر ، بعدها تعتزل ، ثم تذهب الى بيتها مطمئنّة البال والضمير .
شارابوفا في مجلس النواب !
[post-views]
نشر في: 13 مارس, 2016: 06:25 م
جميع التعليقات 3
الشمري فاروق
احنه نختلف عن شارا بوفا التي قالت للناس الحقيقه وذهبت الى بيتها مطمئنة البال والضمير... ساستنا ونوابنا ونائباتنا... ينطبق عليهم المثل القائل(عرب ويت طمبوره وين)...أن مأساتنا بضمائر هؤلاء ممن لا ضمير لهم رجالا ونساء
رمزي الحيدر
أرجوك لا تخلط بين البشر وبين الدِبَش.
عبدالكريم
بالله عليك يا علي .... كيف وضعت المعادلة ؟؟ شارابوفا مقابل عالية نصيف أو ناهدة الدايني !!! انها مقارنة النقائض بجميع ابعادها وكأنك تقارن الاسود بالابيض .. ماريا شارابوفا امرأة تبعث السعادة بكل اتجاهاتها فهي رمز الانوثة , رياضية ناجحة , تبعث السعادة لمحبي