حملة تأهيل مسرح الرشيد القريب من مقر شبكة الاعلام العراقي ومجلس محافظة بغداد ، تبناها شباب مسرحيون يقودهم المخرج أحمد حسن موسى والممثل علاوي حسين ، من دون اي دعم حكومي في زمن التقشف وتقليص النفقات ، شباب الحملة أدركوا ان الجهات الرسمية المعنية بالثقافة عاجزة عن ترميم المسرح ، حكومة بغداد المحلية انفقت اموالا طائلة خلال السنوات الماضية لتغطية نفقات مهرجانات وفعاليات ، لم تضف جديدا الى الحياة الثقافية ، اقتصرت على حضور مسؤولين ثم الوقوف امام الكاميرات للحديث عن تحقيق فتوحات حضارية في العاصمة .
مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، رصدت له ملايين الدولارات ، قيل انها خصصت لانتاج عشرات الافلام السينمائية ، فيما لم تلتفت الجهة المنظمة الى ترميم واعادة بناء دار عرض سينمائية في بغداد ، الجهد الرسمي في مجال تفعيل الحياة الثقافية تراجع بشكل ملحوظ باستثناء فعاليات قليلة خجولة لاتندرج ضمن مشروع ارساء اسس ستراتيجية لانتاج ثقافة تنطلق الى مديات أبعد ، لتتحرر من المفهوم السائد بإخضاعها الى برامج جهات سياسية ورسمية .
قبل ان تستسلم الجهات الرسمية المعنية بالثقافة الى اجراءات التقشف ، فشلت في سنوات الوفرة المالية في اعادة تأهيل مسرح الرشيد ، أحمد حسن موسى وعلاوي حسين وفريقهما من شباب الحملة ، اخذوا على عاتقهم مهمة إعادة الحياة الى مسرح الرشيد ، حركتهم اليومية تبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة ، لم تلفت انتباه جيرانهم من المسؤولين سواء في حكومة بغداد المحلية او شبكة الاعلام العراقي ، مسرح الرشيد كان واحدا من معالم العاصمة ، على بعد عشرات الامتار يقع مشروع اقامة مبنى الاوبرا ، كلفت شركة تركية بتنفيذه لكنها قبضت السلفة الاولى مقدارها سبعة ملايين دولار ، واضيف المشروع الى آلاف المشاريع المتلكئة ، توقف العمل ، شكلت لجنة تحقيقية لمحاسبة المتورطين بالفساد ، الاموال تبددت ومسرح الرشيد كان بحاجة الى مبلغ قليل جدا لايتجاوز مليوني دينار لاعادة تأهيله .
الحملة مغامرة لاستنهاض الضمائر لإزالة الخراب المتراكم على الحياة الثقافية في العراق ، الاستسلام للتقشف لايمنع الانفتاح على شركات استثمارية لتأهيل دور العرض السينمائي ، والمسارح في بغداد ، اثناء اندلاع عمليات السلب والنهب عقب سقوط النظام السابق عرض "الحواسم " اكسسوارات ، وملابس تاريخية سرقت من مسرح الرشيد للبيع ، على رصيف كراج علاوي الحلة ، صادف ان مر احد موظفي دائرة السينما والمسرح أمام البضاعة المعروضة ، لم يكن وقتها يملك المبلغ الكافي لشرائها ، ذرف دموعه فاثار سخرية الحواسم ، لبكائه على قبعة ارتداها الممثل سامي قفطان في احد العروض المسرحية .
المنجز الثقافي العراقي استطاع خلال السنوات الماضية تحقيق حضور في الساحتين العربية والعالمية ، بجهد شخصي ، بذات الجهد سيعيد فريق أحمد حسن موسى وعلاوي حسين مسرح الرشيد ، ليوجه صفعة لمسؤولين "حواسم " وقعوا عقد انشاء دار الاوبرا ، قبضوا حصتهم ثم تواروا عن الانظار.
مسرح يستنهض الضمائر
[post-views]
نشر في: 14 مارس, 2016: 09:01 م