عرفت السينما عبر تاريخها الذي تجاوز القرن بأعوام ، الكثير من النجمات ملأنَ الشاشة سحراً وجمالاً ، من غريتا غاربو الى إليزابيت تايلور ، مرورا بمارلين مونرو وريتا هيوارت والحسناء بريجيت باردو إيقونة الجمال الفرنسي ، التي ما ان أحست ان العمر بلغ منها مبلغا ، اعتزلت واختفت في بيتها تعتني بحيواناتها بعيدا عن أعين الناس .
سيقول البعض يالك من كاتب مسكين ، من محمود الحسن الى شارابوفا ، ومن عواطف النعمة الى بريجيت باردو ، هل وصل بك الحال ان تستجدي الموضوعات من قوام الحسناوات ، وتترك حكومة الكفاءات التي بشرنا بها السيد العبادي ؟! اعذروني فقد كنت أنوي الكتابة عن انتصارات الجيش في هيت وكبيسة ، التي لم تجد لها صدى طيبا للأسف في صفحات أبطال الفيسبوك ، لان المعركة خلت من اصحاب " إلّا طحين " ، الامر الذي دفع إحدى الفضائيات لتخبرنا وبحماس ان هزيمة داعش في الرطبة وهيت ليست سببها عدم قدرتهم على مواجهة القوات الامنية ، وانما لانهم لم يقبضوا رواتبهم منذ ثلاثة اشهر، مما أدى إلى هروب العشرات منهم ، لقد تكررت في الايام الاخيرة ظاهرة لا وجود لها إلّا في هذه البلاد المغرقة في الخطابات والشعارات، تتلخص في محاولة البعض ان يطمس دور الجيش في معارك الحرب ضد داعش ، بحيث غابت صورة المقاتل العسكري في العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، فيما أصرّت بعض الفضائيات على ان تجعل من خبر معارك القوات الامنية ، خبرا ثالثا ، الاولوية لحنان الفتلاوي ، والثانية لحكومة التكنوقراط .
منذ يوين يدور كلام كثير من ان رئيس الوزراء حيدر العبادي سيلجأ لـ"الخطة ب" في حال فشله بإقناع الكتل بوثيقة الإصلاح ، وهي الخطة التي ذكرتني بالحرفين " ب..ب " وهما مختصر اسم النجمة الفرنسية المعتزلة
إذا سئلت رأيي في " ب " العبادي فأنا اجهل تماما ، لماذا تردد العبادي باتخاذ خطوات جريئة تنقذ البلاد من هذه المحنة ؟ سيقول البعض ان العبادي لا يملك شيئا من اوراق الضغط على القوى السياسية ، لكن ياسادة خطابات العبادي اول ايام اعلان ورقة الاصلاح ، كانت توهم الناس بأن الاصلاح أقرب إليهم من حبل الوريد ، وان اوراق الضغط جميعها بيد رئيس الوزراء ، فماذا حدث ، ليتحول حلم الاصلاح والتغيير الى مهزلة تسخر منها الفضائيات ، وتتحول خطابات العبادي ووعوده الى مجرد ألغاز وأحجية لايستطيع احد ان يعرف الفرق بين الخطة " أ " والخطة " ب" .
لذلك، أنا حزين لغياب بريجيت باردو اكثر من حزني على غياب اصلاحات العبادي ، لانني في الحالة الاولى افتقدت جمالا أخّاذا ، أما في الحالة الثانية ، فسأفتقد حنجرة لاتريد ان تغادر منصة الحاج المالكي !
ب العبادي و " ب..ب "
[post-views]
نشر في: 14 مارس, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
المنتصر فى بلادنا ام الحروب هم حاملوا الشعارات وخادمو السفار ات ومقدمى الخطب الرنانه اما العمل فهو للعمال الجهلة وفنانونا يتغيرون مع القيادة من ابى بكرين التكاريتى الى صدمة سيف الخشب ولكن فجاة ظهر نجم جديد شعاراته من حديد وهو صنديد وليس بظلام العبيد اس