صدرت مؤسسة ياسر عرفات العدد الحادي عشر لمجلة " أوراق فلسطينية " الفصلية لعام 2016 ، وقد تضمنت الإفتتاحية الذكرى الحادية والخمسين على إنطلاق الثورة الفلسطينية ، حيث مرّ ما يقارب النصف قرن من التضحيات والكفاح  تلك الأيام التي تُعدّ بساعات الفداء و

صدرت مؤسسة ياسر عرفات العدد الحادي عشر لمجلة " أوراق فلسطينية " الفصلية لعام 2016 ، وقد تضمنت الإفتتاحية الذكرى الحادية والخمسين على إنطلاق الثورة الفلسطينية ، حيث مرّ ما يقارب النصف قرن من التضحيات والكفاح  تلك الأيام التي تُعدّ بساعات الفداء وصرخات الحرية حيث كان الكفاح يزرع والسياسة تحصد .
في حين ينشغل المحيطالعربي بالصراعات الداخلية التي معظمها يُعد ثانوياً وينشغل الإقليم بصراعات المصالح وينشغل العالم بأسره في مواجهة الإرهاب ، أما الحركة الفلسطينية فلم تفقد توجهها كحركة ولم تنشغل بصراعات جانبية ، وقد تركز الصراع مع العدو المستبد .وقد تضمن هذا العدد عدة شهادات حول تأريخ إنطلاق الثورة الفلسطينية من قبل شخصيات قيادية ساهموا في حركة فتح أمثال عادل عبد الكريم ، أو وزيرات ونساء ساهمن ف مرحلة البدايات ، أمثال السيدة إنتصار الوزير ، وشهادات أخرى كانت لبعض الكوادر التاريخية لحركة فتح عن مرافقته لياسر عرفات .
وفي تحليل قدمه الكاتب عبد الغني سلامه حول الإنتفاضة من زوايا مختلفة وسماتها وآفاقها المستقبلية ، ذاكراً أن للشهر الثالث على التوالي تواصل الهبّة الشعبية فعالياتها على طول الأرض المحتلة وعرضها ، رغم محدودية المواجهات وإقتصارها على نقاط التماس إلا أنها أقرب ما تكون في إتجاه تحولها إلى حالة شبه دائمية ، أو إنتفاضة إستنزاف " على غرر حرب الاستنزاف " فإذا كانت الحرب تجري بوتيرة أقل من الحروب التقليدية لأن الطرفين لا يستخدمان كافة عناصر قوتهما لتقليل حجم الخسائر والتضحيات ، فإننا الآن أمام مشهد  يمكن وصفه بإنتفاضة الاستنزاف ، وإذا لا توجد مواجهة شاملة من الطرف الفلسطيني وحجم المشاركة الشعبية أقل بكثير مقارنة بالانتفاضة السابقة ولم نشهد عمليات عسكرية نوعية في المقابل فإن السياسة الإسرائيلية  حتى الآن  لم تصل بعد إلى  مستوى المواجهة الشاملة ، وهذه تكتفي بالضرب بقوة وقسوة في مناطق التماس والمواجهة ، وإستسهال القتل للشباب الفلسطيني ولكن دون وجود مؤشرات على إعادة احتلال المدن الفلسطينية ، أو قصف مقرات للسلطة ومراكز الأجهزة الأمنية أو حتى إجراءات عقابية واقتصادية ومالية موجهة ضد السلطة الفلسطينية  ، مثل احتجاز أموال الضرائب أو فرض عقوبات جماعية مثل إغلاق طرق ونصب حواجز وحصار للمدن ، كما فعلت طوال سنوات إنتفاضة الأقصى .
وفي حقل أوراق عربية ، قدم الدكتور فيصل دراج دراسة حول العلم الحديث والتقدم من التفاؤل الكبير إلى الكارثة مستعرضاً خلاله جوانب علمية عديدة وأهم العلوم المستعرضة والمصنعة .ومن خلال دراسة لأحمد رفيق عوض حول التفكير وفشل الدولة لا فشل الثقافة ذكر أن هذا البحث إعتمد المنهج التاريخي والثقافي معاً والمقاربة الظاهرة والتكفيرية المتكررة في التاريخ البشري العام ، ذاكراً إنها ظاهرة لاتختص بثقافة ولا بدين ولا بشعب ولا بزمن أو حضارة ، فالتكفير مثلا باعتباره إنكار الآخر واحتكار النص وابادة المخالف يكمن دائما في قلب كل حضارة .وأختتمت المجلة بتقديم مجموعة من الفعاليات التي تقدمها مؤسسة ياسر عرفات بشكل فصلي ، مثل الحفل الثقافي السنوي ليوم الانجاز، وجائزة ياسر عرفات لعام 2015 ، وإحياء ذكرى عرفات في القاهرة وغيرها.