TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل سيشملهم التجنيد الإجباري؟

هل سيشملهم التجنيد الإجباري؟

نشر في: 15 مارس, 2016: 06:58 م

لم تخل قضية قانون التجنيد الإلزامي الذي أعلنت وزارة الدفاع مؤخرا الضوابط القانونية الخاصة  به حسب بيان المستشار القانوني للوزارة   .من بعض الفكاهة والضحك على الناس ، فاقت بكثير بكثير  النكات التي يطلقها النواب  المنتفخين جهلا ضد كل من يحاول الاقتراب من قلاعهم الحصينة
من هذه المضحكات المبكيات  تحديد  الفئات العمرية التي سشيملها القانون  والمحددة  من  " 19 عاماً الى 45 عاما ،  ، وهو الامر الذي جعل القانون نفسه برغم  نبل اهدافه ،  يصبح هدفا للسخرية والتنكيت  على صفحات التواصل الاجتماعي ، لأن الذين حددوا أعمار المشمولين مارسوا نوعا من  العبث حول القضية برمتها الى مناسبة .
غير أنّ هذا النوع من العبث الإخباري يحوّل القضية برمتها إلى مناسبة لطرح سؤال مهم :  هل سيشمل هذا القانون بعض السياسيين ممن يتبوّأون مراكز متقدمة  في البلد  ، وهل سنجدهم يقفون صفا واحدا في ساحة العرضات مع  الجنود من ابناء هذا الوطن ؟  والسؤال الأهم هل  القانون ملزم للجميع ام  سيتم التعامل معه مثل قوانين كثيرة  لا يتم تطبيقها إلاّ على المواطن المغلوب على أمره  ؟!
في هذه الزاوية المتواضعة  كثيرا ما انتقدتُ أداء الجيش وطالبت مرارا  بالحفاظ على قيم  العسكرية العراقية ، ولأنني وكثيرا من زملاء هذه المهنة كنا ولانزال نريد جيشا وطنيا يكون للعراق والعراقيين جميعا بعيدا عن الانتماءات الحزبية، لا جيش يخرج فيه فريق ركن مثل الغراوي يتحدث عن الإرهاب والامن كأنما يجلس على رصيف مترب.
اليوم من حقّنا أن نطالب بجيش وطني يتصدّى لعصابات داعش والقاعدة، وسنفخر به أكثر حين نجده يقف بوجه المليشيات الطائفية وعصابات الجريمة المنظّمة التي انتشرت في مدن العراق، في هذه اللحظات علينا جميعا أن نقف احتراماً وتقديراً لكلّ جندي قرر أن يتصدّى لسرطان القاعدة، وعلينا أن نكشف زيف القادة الذين هربوا من ساحة المعركة.
كان جعفر العسكري مؤسس الجيش العراقي وهو يضع اللبنات  الاولى لهذا الجيش  ، لم يرده ان ينحاز الى طائفة  ، لكنه اراد منه ان ينحاز بشدة إلى عراقيته.
أيها السادة لانريد في الحظة الحرجة من تاريخ العراق ان نفصّل قانوناً على هوى الساسة والمسؤولين ، وإنما نريد قانونا يتحدث بلغة أهل العراق جميعا.
لقد تعرّض الجيش العراقي إلى جروح كبيرة  من قبل الساسة الطائفيين أنفسهم  ، وقد اختار الكثير من مسؤولينا في السنوات السابقة  ، أن يفرغ أكياساً من الملح على جراح الجيش العراقي ، وأصروا  على أن يفقدوه مكانه ومكانته  ، من دون أن يشرح أحد لنا، لماذا، وما هي المناسبة، ولماذا أعلنوا حله عام 2003  .
إن أسوأ ما فعله الساسة  أنهم ، أطاحوا  بالعسكرية العراقية ، فصار حديث الخبراء النواب عن أدق الأمور الستراتيجية أسهل كثيراً من الكلام في شؤون الطبخ  وآخر صيحات الأزياء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram