TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حسين الشهرستاني " فقط لا غير"!

حسين الشهرستاني " فقط لا غير"!

نشر في: 16 مارس, 2016: 06:59 م

بعد أشهر قليلة تكون جامعة بغداد  قد أكملت عقدها السادس ، وحين طرحت اسماء  المرشحين على مجلس الوزراء اعام 1956 ، أصر نوري السعيد على اختيار رئيسا لها المسيحي  العلامة  متي عقراوي ، الذي كان يؤكد لكل من يسأله عن احوال الجامعة :"  إن التعليم  الحقيقي هو الذي يخرّج طلبة  يساهمون في بناء  ركائز المجتمع وهذا ما نريده لجامعة بغداد "
وفي بداية العهد الجمهوري أصر عبد الكريم قاسم  ، على ان يضع العلّامة الصابئي عبد الجبار عبد الله على راس الجامعة  ، ويذكر  كاتبو سيرة الزعيم ان احد الوزراء  طرح اسم  صادق الخياط وهو دكتور بيطري فثارت ثائرة عبد الكريم قاسم وقال :"  كيف تواجهون المجتمعات العلمية إذا وضعتم على رأس الجامعة طبيباً بيطرياً ؟ يجب ألا تؤثر عليكم عوامل أخرى غير الكفاءة والعمل عند اختيار أية شخصية لإدارة هذه المؤسسة العلمية الوحيدة في العراق "
بالأمس تذكرت موقف نوري السعيد  وتصميم عبد الكريم قاسم   ، وأنا أقرأ ما كتبه الإعلامي عارف الساعدي  ، على صفحته في الفيسبوك عن عرض مسرحي مثير ، ما هو موضوعه ، لنقرأ منشور الزميل الساعدي :"
قام عدد من طلبة الجامعة المستنصرية  بعرض عمل مسرحي "تشابيه"على باحة كلية السياحة ، يستذكرون فيه حادثة تاريخية مقروءة بأحادية هائلة حيث عملوا بشكل واضح ومباشر شخصية عمر بن الخطاب شخصية قاتلة واستدرجوا تلك اللحظة التاريخية النائمة على اروقة الكلية ، اقول هل هذا هو دور الكليات والجامعات في ان تكون بوقا للفتنة وللقبح ؟ اين عميد الكلية ؟ اين رئيس الجامعة ؟ هل من واجب الجامعة ان تصدر الآراء الطائفية والعنصرية ، أنا حزين على هذه الكليات والجامعات التي لا تستحي على نفسها في ان تكون جسرا رخوا للكراهية "
كان العراقيون يعتقدون أنّ التغيير سيحرر العقول من البغضاء والضغينة والجهل  ، وأن الافلام الطائفية الهابطة  ستتوقف  ، ولكن بعد سنوات من التغيير وجد الناس أنهم يعيشون في ظل مسؤولين يتصورون أن إعلاء شأن الطائفة ، أهم من إعلاء شأن الوطن  ، وحين تتحدث عن دولة مدنية   يقولون لك: تريدون مجتمعاً فاجراً، كافراً. لكنَّ اصحاب  دولة التقوى والطائفية  لا يمانعون من سرقة أموال الفقراء ، ونهب ثروات البلاد وقتل الابرياء  وتهجيرالمسيحيين والإيزيديين والصابئة !
كان أمام العراق بعد التغيير نموذجان : الأول سنغافورة التي  نهضت من ركام الخراب والفشل في أقل من عشر سنوات لتصبح  اكبر قوة اقتصادية ، والثاني أفغانستان التي لاتزال تحقق شيئا واحدا ، قطع أنوف النساء اللواتي يذهبن الى المدارس!
والسؤال هنا :  هل سيحاسب رئيس الجامعة  ، وهل سيقدم الشهرستاني اعتذاراً عن مثل هذه  الافعال التي تثير النزعات الطائفية  حتى يترك لنا فرصة لنصدّقه ؟ ، لكن يبدو أنه " حسين الشهرستاني " فقط لا غير"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. سامي الحاج- السويد

    كلما أقرأ مثل هذه الاخبار أمتلأ فرحاً لأن هذا يعني أن العراق على الطريق الصحيح الذي سينقذ البلد وأهله من دوامة العنف والقتل والتدمير. وأقصد بالطريق الصحيح هنا هو تقسيم البلد الى ثلاث دول أو كونفيدراليات. كل الدلائل تشير الى ذلك لأن الحالة أصبح ميئوس منها

  2. قيران المزورى

    هذا وفي بغداد وقد يكون اكثر من عمر واحد و ابناء واحفاد عمر موجودون ويتابعون المسرحية والابداع ،، اما بخصوص السيد الشهرستاني ليس فقط سيصدر بيان اعتذار بل سيقدم استقالته حال الانتهاء من تصدير اول الموجات الكهربائية العراقية الى دول الجوار بحلول نهاية ٢٠١٣

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram