ضيّف اتحاد الادباء في كربلاء الشاعر المغترب يحيى السماوي للحديث عن تجربته مع الشعر ، الغربة والبلاد ، والحب . وقد تميزت الأمسية بقراءات عديدة لقصائد مختارة للسماويالأمسية قدمها الدكتور الشاعر خضير درويش الذي قال :"اننا اليوم نحتفي بقامة كبيرة ، قامة
ضيّف اتحاد الادباء في كربلاء الشاعر المغترب يحيى السماوي للحديث عن تجربته مع الشعر ، الغربة والبلاد ، والحب . وقد تميزت الأمسية بقراءات عديدة لقصائد مختارة للسماوي
الأمسية قدمها الدكتور الشاعر خضير درويش الذي قال :"اننا اليوم نحتفي بقامة كبيرة ، قامة عراقية جعلت من الوطن عنوانا لكتاباته الشعرية وقامة في الشعر العربي الاصيل الذي ينحت في المعنى ليكتب قصيدة عاشقة بحب البلاد والمرأة والروح.. الشاعر السماوي الذي غادر جسدا وظلت روحه هائمة بحب العراق.. عاد وهو عطش لكي يرى العراق ويسهم في زرع الحروف وسط خراب الحياة لأن الجمال هو الأدب الثقافة والوعي."
وتحدث السماوي قليلا عن تجربته الشعرية حيث طالبه الجمهور بقراءة العديد من نصوصه وقال "ان مدرس اللغة العربية هو من ثوّر في داخله موهبة الشعر"..واضاف "ان المدرسة هي الاساس في ايجاد موطئ القدم لمعرفة الموهبة لأنها هي التي تغذي الموهبة وهو ما حصل معي إذ غذت الموهبة الشعرية"..وذكر طرفة حين قال انه سرق كتابا من المدرسة لأنه أعجبه ووجد فيه نفسه وحين عاد اليها مدرسا أعاد الكتاب مع مجموعة أخرى كهدية.. وذكر .. "لا أملك حريتي إلا على الورق وأنا رجل لا اصلح إلا أن أكون حزينا".. وأفاد "ان الشعر يمكن ان يسهم في زراعة وردة وهذا ما علمته لطبتي".. ومضى يقول "الشعر هو المرض الذي يكون العافية لذا على القصيدة ان تسهم في إضافة جملة مفيدة في كتاب المحبة الكونية."
الشاعر عبد الحسين خلف ثمّن ارتفاع الروح الوطنية للشاعر وهو في غربته على العكس من الكثير من الشعراء الذين بدأت تنحسر عندهم الكتابة الوطنية وبدأوا يكتبون بأنماط كتابية.. واضاف "لكن السماوي أعاد للشعر هيبته في الغربة وهو الشاعر الاصيل خاصة وانه لم يزل حتى في كتابته عن الوطن وفي انتهاج الشعر العمودي او التفعيلة وهو شاعر معطاء."
المحامي والناشط كامل المسعودي تذكر علاقته القديمة بالشاعر وقال انه لا يحسب على الموجة السبعينية ولم يخرج منها وهو ضمن موجة العقل في الموجة الستينية..واضاف انه شاعر عمودي في بداياته وقد جافته الصحافة وكان هو ينحت اسلوبه ويبرز شاعرا في حب الوطن.
فيما اكد الناقد عبد الهادي الزعر ان أشعار يحيى السماوي امتازت بالحس الوطني وهو حريص على اقتناص الصور الدالة وان توارت ، كذلك أنمازت أنفاسه بالعذوبة والسلاسة وتحقيق المفارقة دون الاخلال بخصائص النص وهو شديد الحرص على انتظام المعنى وانسيابيته بلا تعسف..واضاف ان السماوي تموسق بالشعر لكونه شاعرا مطبوعا مارس العمود فأجاد فيه ثم نتقل للتفعيلة فكانت له قصائد حسان وحين أمست ذراع قصيدة النثر هى الطولى انبرى لها.وثمّن القاص حمودي الكناني مواقف السماوي الوطنية عادا ان حالته الصحية لم تمنعه من ذرف الدموع وهو يقرا عن الوطن في وطنه فكيف به وهو يكتبها خارج الوطن..واضاف ان السماوي حافظ على عذوبة الشعر سواء ما كان منه وطنيا او وجدانيا وتكاد لا تخلو قصيدة من قصائده الوجدانية من وجود أمرأة.اما الشاعرعلاوي كاظم كشيش فقال:"كنا نسهر على القصيدة كي نقراها قبل ان تدخل علينا اماكن النقد والتقنيات ونوايا الكتابة." وأضاف "كانت قصائد السماوي تنتج عراقيا لذا فإن الشعر بالنسبة له يولد من دواخله في حين الآن يولد الشعر من النقد ولذا لا نجد المخيلة مستقرة كما هي مستقرة عند السماوي وهو يمتاز بصوته الخاص في زمن تشابهت فيه الاصوات الشعرية."
فيما قال الشاعر عمار المسعودي ان السماوي ما زال ينحت بحب وجمال نصوصه الشعرية التي تتغنى بالبلاد مثلمنا حافظت على نسقها في البحث عن التجديد سواء في قصيدة العمود او التفعيلة فهو معني بأن يناغم التجديد مع الأصالة.
وعدّ الكاتب عباس الشروفي ان السماوي شاعر الوطن وجاء الى الوطن عن طريق الحب فمثلما تغزل بالوطن تغزل بالمرأة.. وأضاف ان اغلب قصائد السماوي الغزلية تقف وراءها امرأة مثلما نتلمس قصائد الوطن في اغلب نصوصه.. وذكر ان لا شيء مؤدلجا في شعره وهو كذلك شاعر وجداني لا يحمل موضوعا واحدا.
وتحدث الشاعر صلاح السيلاوي عن حبه الشديد للشاعر السماوي وأضاف ان تجربته غنية بالدروس والمعاني مثلما هي غنية بروح الشعر. ولفت الى ان اتحاد ادباء كربلاء ومثقفي المدينة سعداء بوجود هذه القامة الادبية.
فيما قال الشاعر حاتم عباس بصيلة ان السماوي يؤكد حضوره بالصورة الرقيقة والمعنى الشعري الجميل وتمتاز قصيدته بالبساطة الشعرية وهو الذي يهم بكتابة قصيدة جديدة.
واختتم المداخلات الأديب علي لفته سعيد بقوله.. "ان الكثير تحدث عن تجربة الشاعر على انها وطنية دون الخوض في تفاصيل هذه القصيدة ودون الإمساك بأن الغربة هي التي ادت الى تثوير هذا الجانب مثلما لدى المغتربين الآخرين كذلك"، وتساءل سعيد.. "الا توجد قصائد وطنية لدى شعراء العراق في الداخل؟".. وأفاد انه تمنى لو ترك السماوي يتحدث عن تجربته مع الشعر والكتابة والرحلة والمنفى لكي يستفيد منها الجيل الحالي الذي جاء الى هنا ليستمع الى تجربة لأن النصوص متوفرة على الإنترنت.