المعتصمون امام المنطقة الخضراء منعوا السياسيين من الوصول الى خيمهم ، حذروهم من الاقتراب ، والا سيتعرضون الى غضب المحتجين ورميهم في حاويات النفايات ، مراسل قناة الحرة في بغداد أحمد عرام ، اثناء تغطية الحدث بالقرب من الجسر المعلق مساء السبت الماضي ، استطاع ان ينقذ احدهم من غضب المعتصمين لانه بنظر المحتجين لا يحق له الوصول الى خيم المعتصمين لشموله بشعار "شلع قلع" ، بحسب شهادة عرام اثناء حديث مع زملائه عن واقعة الجسر ، اما احد اعضاء مجلس محافظة بغداد فاستطاع ان يتسلل الى موقع آمن بحماية المراسل عرام ثم الابتعاد عن مكان الاعتصام .
التلويح برمي السياسيين والمسؤولين بالحاويات منعطف خطير ، يعبر عن وصول المعتصمين الى حالة من اليأس والاحباط من جميع النخب السياسية العاملة في الساحة العراقية ، استخدام الحاويات ربما يفسره بعض المعتصمين، بانه نتيجة طبيعية لمواجهة الخراب الشامل ، سراق المال العام ينتمون الى احزاب وقوى، شاركت في الحكومات المتعاقبة .تدهور الاوضاع الامنية وسيطرة تنظيم داعش على مدن عراقية ، مع بروز الازمة المالية ، كلها عوامل تؤكد ان الاداء السياسي خلال السنوات الماضية ، اسفر عن نتائج سلبية القت بظلالها القاتمة على كاهل شريحة واسعة من المجتمع ، تحملت تبعات اخطاء كارثية ، لا تستوعبها كل حاويات نفايات الكرة الارضية .
تشجيع المعتصمين على استخدام "سلاح الحاويات" لايخدم اهدافهم بقدر ما يشير الى امكانية حصول اندفاع منفلت خارج ضوابط وشروط الاعتصام وديمومته لحين تلبية المطالب ، خصوصا ان هناك جهات تتطلع الى حصول توتر يمكن ان يخدمها في تحقيق مساعيها لاجهاض حركة الاحتجاج الشعبي ، لخشيتها من اجراء اصلاحات حقيقية استجابة لضغط الارادة الشعبية ، تكشف زيف ادعاءاتها واكاذيبها.
الاحزاب والتنظيمات العاملة في الساحة العراقية بعد الغزو الاميركي تشكلت لاغراض انتخابية ، وتمكنت من الوصول الى شغل مقاعد في مجلس النواب فمنحها فرصة الحصول حقائب وزارية في الحكومات المتعاقبة ، طبقا لحساب النقاط ، فتحققت الاهداف عندما اختار امين عام الحزب شقيقه او ابن عمه وربما خال الجهال لحمل الحقيبة الوزارية ، فيما تقف الكتلة النيابية في البرلمان في موقع الدفاع عن الوزير، لمواجهة المطالبة باستجوابه على خلفية تورطه بقضايا فساد ، ومثل هذا النموذج له اكثر من نسخة ، بحسابات المعتصمين يستحق الرمي بحاوية النفايات ليكون عبرة لغيره ، ولكن هل يكفي هذا" الفعل الثوري" لاقناع زعيم سياسي لطالما ظهر عبر شاشة فضائيته ووسائل اعلامه الاخرى ليقدم النصائح للعراقيين بان يلتفوا حول قيادته الحكيمة لتحقيق الاصلاح ، ليسير بهم نحو ضفاف المجد ، وكتلته في البرلمان ترفض استجواب وزرائها المتهمين بملفات فساد نتفت ريش المال العام ، اللجوء الى استخدام سلاح الحاويات بحسب بعض المعتصمين يستهدف من اشاع الخراب الشامل ،والله يستر .
حاويات الخراب الشامل
[post-views]
نشر في: 22 مارس, 2016: 09:01 م