مجلس محافظة الانبار لطالما طالب القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بضرورة الاسراع بتنفيد العملية العسكرية لتحرير قضاء الفلوجة ، لانقاذ اهالي المدينة من مخاطر التعرض لكارثة انسانية ، جراء نقص الماء والغذاء ، والمواد الطبية ،ارجاء تنفيذ العملية العملية واستمرار معاناة المدنيين الى حد الوصول الى تناول الاعشاب مع استخدامهم دروعا بشرية ، دفع الحكومة المحلية الى المطالبة باستعادة السيطرة على القضاء من خلال الاستعانة بقوات اميركية ، تعود ثانية الى الفلوجة لانقاذ اهلها هذه المرة ، وليس لاحتلالهم على حد قول احد اعضاء المجلس في تصريح لاذاعة اجنبية ، عازيا اسباب الاستعانة بالجانب الاميركي الى تجاهل القائد العام للقوات المسلحة مطالبات المسؤولين المحليين المستمرة لتحرير القضاء الخاضع لسيطرة تنظيم داعش منذ اكثر من عامين .
القادة العسكريون في الانبار سبق ان اعلنوا فرض القوات الامنية سيطرتها على المناطق المحيطة بالفلوجة ، وقطع طرق امداد التنظيم وفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين ، لمنع استخدامهم دروعا بشرية ، المعلومات الواردة من داخل المدينة تفيد بان عناصر التنظيم اعدموا خلال 30 يوما اكثر من 150 شخصا بتهمة الانضمام الى فصائل مسلحة ضمن الحشد العشائري لمواجهة تنظيم داعش .
حيدر العبادي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة كان على وشك اعلان انطلاق اقتحام الفلوجة مطلع الشهر الماضي ، استجابة لطلب شخصيات عشائرية ، كانت لديها رؤية بامكانية استعادة القضاء بتوفير فرص خروج المدنيين ، واندلاع انتفاضة داخل المدينة ، تمهد لدخول القوات الامنية ، حكومة الانبار المحلية استبعدت امكانية تحقيق هذا الخيار ، فجازفت بإعلان رغبتها في مشاركة قوة اميركية ، مع علمها ان موقفها هذا سيعرضها لانتقادات من يعتقد بأن يوم السيادة اكتسب صفة التقديس .
الساحة العراقية تشهد يوميا اطلاق عشرات التصريحات حول ضرورة او رفض مشاركة قوات الحشد الشعبي في تحرير الموصل ، اصحاب التصريحات شخصيات سياسية لها حساباتها الخاصة في اعلان المواقف ، الجميع يطلب التحرير ، يرغب في الحصول على لقب البطل التاريخي ، تباين المواقف افرز معسكرين الاول يؤيد التدخل الاميركي ، والثاني يرفض ويصر على مشاركة الحشد العشبي ، فضاعت فرصة الوصول الى الهدف فتفوق الخلاف على حساب تحرير الارض وتحقيق المصالح الوطنية.
بأكذوبة يوم السيادة سيطر تنظيم داعش على محافظة نينوى واجزاء واسعة من صلاح الدين والانبار ، وكاد يصل الى العاصمة بغداد ، معدات واسلحة فيلق كامل من الجيش تركت في اماكنها، المتمسكون بيوم السيادة من قادة عسكريين شغلوا مواقعهم بالوكالة ، كانوا اول المنسحبين بالدشاديش من ساحات المواجهة ، تاركين جنودهم فريسة سهلة لوحوش داعش .
مجلس محافظة الانبار بدعوته الى مشاركة قوات اميركية في تحرير الفلوجة ، سيكون بنظر اصحاب نظرية يوم السيادة متهما باعادة قوات الاحتلال الى العراق تحت شعار الفلوجة ترحب بكم.
الفلوجة ترحب بكم
[post-views]
نشر في: 25 مارس, 2016: 09:01 م