TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الاعتصام على مقياس المالكي

الاعتصام على مقياس المالكي

نشر في: 26 مارس, 2016: 06:48 م

ما الفرق  بين تفجير ملعب الشعب في الحلة وتفجير مدينة الصدر وقبلهما تفجير المقدادية  ، لافرق  سوى في أعداد الضحايا الابرياء  وأسمائهم، وعناوين العوائل التي دخلها الحزن والأسى  .
فيما عدا ذلك كل شيء يعاد تكراره بنفس السيناريو ، الإرهاب يستهدف الابرياء  ، الجهات الحكومية  تصدر بيانا معروفا للجميع  ، جمل مكررة  وخطابات رسمية ملت الناس من ترديدها ، وربما تكون هذه السطور مكررة ايضا ، مثلها مثل اخبار هذه البلاد التي تصحو على وعود العبادي وتنام على أنغام التكنوقراط ،  هناك معلومة واحدة تبدو جديدة ذكرنا بها السيد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي   ، " إن الاعتصامات   مخالفة  لم يرد أي شيء عنها في الدستور العراقي، هذا الدستور اقرأوه جيدا ليس فيه اعتصام، "
اتمنى ان لا تسيئوا الظن بالسيد نوري المالكي  ويأخذكم الشك وتتصورون أن الرجل يقصد الدستور الذي قال عنه ذات يوم انه بني على أساس طائفي، وانه تضمن ألغاما بدأت تتفجر وليس حقوقا .
أرجو ان تعذروا العبد الفقير لله لأنه يصرّ على المراوحة في محيط السيد نوري المالكي، البعض يسمّيها شحّاً في الموضوعات وأنا أسمّيها من ضروريات مراجعة الحالة التي مرت بها البلاد، وكما تعرفون، فالمسألة مبدئية حيال دعاة الفشل وصنّاع الخراب، سواء كان الاسم نوري المالكي أو أسامة النجيفي  ، الذين كلما ابتعدوا عن كرسيّ السلطة  على البلاد ، ان تعيش في دوامة القلق .
علينا أن نسأل بعد كل عملية إرهابية ، هل هناك أخطاء "سياسية"  تصب في صالح الإرهابيين ، وتسمح لهم  باستثمار الاحتقان السياسي والطائفي ؟
لقد أشعرت حركة  الاحتجاج الجميع بالخوف، وذكّرت السياسيين بأن معاركهم النفعية هي من  أوصلت البلاد  إلى طريق الفشل هذا ،  وفضحت مستويات التعامل بين السياسي والمواطن  ، وكشفت أن السياسيين لا يكتفون بسرقة البلاد وتهريب ثروتها ، بل يتسابقون على صياغة عبارات تحذر الناس من ان الاحتجاج صناعة اجنبية ، يراد منها تدمير العراق .
هذه المرة لم يصدق أحد أن  المعتصمين ، الذين يطالبون  بالتغيير ومحاسبة المفسدين هم فقاعات ، ويمثلون اجندات اجنبية  .
ياسيدي رئيس ائتلاف دولة القانون ، كيف يكون اعتصام شباب من اجل الاستقرار وبناء البلاد ومطاردة المفسدين ووضع الرجل المناسب في المكاتن المناسب ، مطلب غير  دستوري  ومؤامرة اجنبية .
 الأرجح ياسيدي ان الذين يعترضون على الاحتجاج هم تجار الازمات الذين لايريدون لهذا الشعب ان يعيش بادنى درجات الرفاهية ..والأرجح أيضاً انه تواطأ بين تجّار الازمات . وتعمد على ان يترك العراق  بلا أستقرار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د. مجيب حسن محمد

    السيد علي حسين المحترم . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اتوجه بهذه الرسالة اليكم شخصيا ، كي تتناولوا كلمة المالكي التي اذاعتها قناة الشرقية يوم السبت الموافق2016/3/26، والتي جاء فيها ( كيف يطالب المتظاهرون والمندسون معهم بشعار باسم الدين باكونا الحر

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram