اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > لغة التعليق في وسائل الاتصال ... مخاطرها وسلبياتها .. والقانون المطلوب

لغة التعليق في وسائل الاتصال ... مخاطرها وسلبياتها .. والقانون المطلوب

نشر في: 28 مارس, 2016: 12:01 ص

    لا يكاد ينشر خبر مثير للجدل، أو حتى مادة عادية على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً “الفيسبوك”، حتى ينهال سيل من التعليقات السلبية والناقدة والبعيدة في كثير من الأحيان عن الذوق العام وانحطاط في لغة الحوار .فئة كبيرة من أ

    لا يكاد ينشر خبر مثير للجدل، أو حتى مادة عادية على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً “الفيسبوك”، حتى ينهال سيل من التعليقات السلبية والناقدة والبعيدة في كثير من الأحيان عن الذوق العام وانحطاط في لغة الحوار .
فئة كبيرة من أفراد المجتمع العراقي  يجلسون خلف شاشاتهم  ويبدأون بترصد الأخبار التي تنشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر هوايتهم بنشر تعليقات “مسيئة” ومنفِرة  وسلبية في كثير من الأحيان تؤجج الصراع الطائفي والقبلي .
الكثير من التعليقات تبدأ برمي سهام النقد، وأحيانا الطعن بالأخلاق، والتربية ، واغتيال الشخصيات والحكم من بعيد بدون أي سبب منطقي أو حتى حقيقي، فقط من أجل القول “أنا هنا”، و”هذا رأيي”، يريدون فقط تسجيل موقف .
ويصل عدد مستخدمي الانترنت في العراق الى ملايين المستخدمين    ومع غياب الكثير من الضوابط التي تحمي الأفراد ، تشجع الكثيرون من رواد مواقع التواصل على كتابة أي تعليق، والإساءة وانتهاك الخصوصيات، ويظهر ذلك واضحا على المواقع الاخبارية التي لديها صفحات على “فيسبوك” بعدد كبير من المتابعين، فتنشر أخبارها على صفحتها ليبدأ المنتسبون للصفحة بسيل من التعليقات والأحكام المسبقة .

إخراج المكنونات المريضة والسلبية والضغينة
الاختصاصي النفسي د. محمود شمال من الجامعة المستنصرية يقول  إلى أن “الموضوعية في الرأي لا تحمل الإثارة ذاتها التي تحملها العنجهية والسلبية، ويعتقد أن المشارك لكي تكون له بصمة قوية تميل الى نشر تعليق سلبي .
وللأسف، تكون التعليقات الموضوعية والايجابية في العادة أقل، لأنها تأخذ صفة العقل والمنطق وذلك غير مثير لدى الكثيرين، لافتا الى أن معظم المعبرين هم أشخاص عاديون من المجتمع، ومنهم من “لا يفقه بالموضوع، ولا يمت بصلة لما ينشر لا من قريب ولا من بعيد، لكن يحب فرض نفسه والتعليق .ويضيف الدكتور محمود   أن من أهم أسباب وجود بعض الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي إثبات الوجود، وأن يثبتوا بأن كلمتهم مسموعة ومؤثرة وتشعرهم بالذات العالية، معتقدين أنها ترفع من قيمة الذات لديهم .ويعتبر الدكتور محمود أن المجتمع الافتراضي، يشبه ببعض الأمور المجتمع الطبيعي، غير أن المجتمع الطبيعي قد يضبطه الخجل وبعض القواعد، بينما هذا الافتراضي يعطي فرصة “لإخراج المكنونات المريضة السلبية والضغينة .
غياب للادراك بمخاطر التعليقات
في حين تذهب الاختصاصية الاجتماعية  الدكتورة خديجة حسن ، الى أن هناك غيابا للإدراك بمخاطر التعليقات من قبل بعض الذين يقومون بكتابتها، بالاضافة الى عدم المعرفة بالقضية من مختلف جوانبها، وأحياناً تكون التعليقات بأسماء وهمية مستعارة، وفيها عدم احترام لخصوصية المكان والزمان وللشخص نفسه .وتنصح الدكتورة أصحاب المواقع بضبط التعليقات وفلترتها وعدم نشرها بشكل عشوائي . في حين يذهب خبير مواقع التواصل الاجتماعي المهندس أحمد جمال من الجامعة التكنولوجية الى أن عدم وجود محاسبة تجعل الشخص يكتب ما يشاء وكل ما يخطر بباله، الى جانب أن الفئة العمرية المشاركة أغلبها صغار السن وفي مرحلة من عدم النضوج، وهذه الفئة موجودة في هذه المواقع فقط للتنفيس عن النفس، وتضييع الوقت والتعليق بأي فكرة تخطر على البال من دون تفكير . ويشير المهندس أحمد  الى أن هذه النوعية من التعليقات التي تنشر، ليست حصرية في العراق فقط، بل موجودة في كل العالم، ولا يمكن السيطرة عليها .ويعتبر أن تواجد الناس وتفاعلهم يمر بمرحلة تطور سريعة، وهذا النضوج سيختلف مع الوقت، وسوف يقومون بتصحيح بعضهم بعضا، كما سيتغير كل شيء ويصبح هناك توازن ووعي أكثر .
حظر الاشخاص المسيئين
وفي بحث اعده المركز الجمهوري للبحوث الامنية والستراتيجية  اشار البحث الى أن الخوض في نقاش سلبي حاد مع هذه الفئة من الناس لن يجلب سوى سلبية أكثر في حياة المرء الشخصية .وأضاف البحث  “أن الحصول على راحة البال والتصالح مع الذات فيما يتعلق بما تتلقى على مواقع التواصل الاجتماعي، يرتبط بالتوقف عن الجدال والدفاع  وأن يقتنع الشخص أن الأمر لا يتعلق به، كون الإنسان السوي والسعيد لن يضيع وقته بالتعليق على صفحات الآخرين بطريقة سلبية ، وخصوصا اذا ما كان الموضوع المطروح إيجابيا وإنسانياً . ويمكن للمرء أن يتحكم بصفحته ويحذف الأشخاص الذين يسيئون بتعليقاتهم ، ولأننا لا نملك الحق في التحكم بالتعليقات يمكن حظر الأشخاص الذين يسيئون من الصفحات وهذا الخيار يمنعهم من التعليق أو حتى رؤية الصفحة وحذف كل تعليقاتهم المسيئة .ومن الضروري أيضا أن يمارس الإنسان على نفسه دور الرقيب فينتبه الى التعليقات التي يكتبها ويبدأ بالتعليق بشكل ايجابي وهادف بعيدا عن السلبية والغيظ والعنصرية وتقزيم الآخرين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram