عن عمر ناهز السابعة والثمانين ، توفيت مؤخرا الروائية ومؤرخة الفن البريطانية انيتا بروكنر ..وكانت بروكنر التي حازت على جائزة بوكر الادبية عن روايتها (فندق البحيرة ) في عام 1984 ، قد اوصت بدفنها دون اجراء مراسم لجنازتها اذ لم تكن ترغب بالكشف عن هويتها
عن عمر ناهز السابعة والثمانين ، توفيت مؤخرا الروائية ومؤرخة الفن البريطانية انيتا بروكنر ..وكانت بروكنر التي حازت على جائزة بوكر الادبية عن روايتها (فندق البحيرة ) في عام 1984 ، قد اوصت بدفنها دون اجراء مراسم لجنازتها اذ لم تكن ترغب بالكشف عن هويتها والبوح بأي شيء يتعلق بحياتها الخاصة رغم شهرتها التي حققتها لها عشرون رواية كانت قد كتبتها ما بعد بلوغها سن الخمسين ..
لم تتزوج بروكنر ابدا ولم تكن تفضل ايضا ان تقول عن كتبها انها مثل اولادها كما كان يقول بعض الكتاب ..كانت تتحدث عن عملها الإبداعي بتجرد وتقلل من شأنه احيانا فتقول ان موهبتها كروائية اقل من المتوسط من الناحية الفنية وكانت ترفض إجراء مقابلات وحوارات في الصحف كما تتجنب حضور حفلات توقيع كتبها ايضا وان حضرت فهي تلتزم الصمت ولاتتفاعل مع الموجودين!! ولدت بروكنر في لندن عام 1928 ، وكانت ابنة وحيدة لزوجين بولنديين عملا خلال الحرب العالمية الثانية على تغيير لقبهما الأصلي بروكنرالى لقب انكليزي لأن لفظه كان يبدو المانياً ..وكانت انيتا بروكنر تصف والديها بالتعاسة وانهما اصبحا ضعيفين كالاطفال خلال نزوحهما فتحملت مسؤولية حمايتهما..
لم تكن بروكنر تحب الكتابة من الواقع فقط بل تميزت رواياتها بالخيال الجامح ، وكانت تصدر رواية واحدة سنويا تقريبا ما بين اعوام 1980 -2000 لتتحدث فيها عن شخصيات نسائية ضعيفة وقلقة وعالقة دون أمل. فالرجال في رواياتها ساخرون وقساة وجليديون ورواياتها قاتمة الى حد ما..اما كتاباتها عن تاريخ الفن فكانت على العكس من ذلك حيوية ومبهجة ومليئة بالنقد والتحليل ..خلال دراستها في كلية الملك ، كانت بروكنر تشعر بالملل الشديد حتى اكتشفت تذوقها للفن فاختارته تخصصا لها ثم قامت بتدريس تاريخ الفن في الجامعة ونشرت العديد من الاعمال بدءا من عام 1968 عكست قدرتها التحليلية الخارقة وموهبتها النادرة في تفسير الجدالات والخصومات الفنية ببساطة لجمهورها المتذوق للفن ...كما اصدرت كتابين حول الحركة الرومانسية في فرنسا هما (عبقرية المستقبل ) و( الاستياء من الرومانسية ) الذي ضم تحليلا لتاثير نقاد من امثال زولا ، ديدرو، ستاندال ، بودلير والاخوة غونكور ...
حصلت انيتا بروكنر على رتبة (القائد ) الشرفية في عام 1990،وكانت اول امرأة تحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة كامبرديج وأول امرأة تدرس في معهد كورتولد للفنون ..وكانت اول رواياتها (بداية جديدة ) التي كتبتها عام 1981 قد حازت على اعجاب النقاد ، اما آخر اعمالها الروائية فكانت رواية (عند مصفف الشعر ) التي اصدرتها عام 2011 ..وفي لقاء نادر معها قالت بروكنر ذات مرة انها كانت تعاني من التعاسة والغربة وانها بدأت تكتب بعد سن الخمسين لأنها لم تتزوج او تنجب اطفالا ..
في روايتها ( فندق البحيرة ) التي حازت عنها على جائزة بوكر تروي انيتا بروكنر قصة كاتبة رومانسية تدعى اديث هوب تهجر اصدقاءها بعد فسخ خطبتها وتذهب للاقامة في احد الفنادق على شاطئ يدعى "بحيرة جنيف"حيث التقت مجموعة من الناس وظلت تراقبهم وتستمد منهم الطريقة التي تصحح بها مسيرة حياتها ..وكانت هذه الرواية هي الأكثر مبيعاً في سنوات الثمانينات من القرن العشرين وتم تحويلها الى مسلسل تلفزيوني عام 1986.