TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ألف باء الخبراء

ألف باء الخبراء

نشر في: 27 مارس, 2016: 09:01 م

 القوى السياسية  المشاركة في الحكومة الحالية ، لطالما دعت الى اعتماد الشفافية والوضوح مع وضع النقاط على الحروف لبلورة موقف موحد  لإنجاز التعديل الوزاري المرتقب ، على الرغم من ان بعضها  يرغب في خوض جولات تفاوض ماراثونية لتسمية المرشحين ، فيما يتعرض رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الى ضغط الشارع  لإنجاز المهمة في اقرب وقت ممكن ليثبت للمعتصمين امام المنطقة الخضراء  انه رجل الاصلاح الاول في العراق ، العبادي شكل لجنة ضمت خبراء  وشخصيات اكاديمية  لاختيار المرشحين لحكومة الكفاءات ،  على وفق معايير  النزاهة والاستقلالية والخبرة لشغل المنصب الوزاري ،  لجنة الخبراء ستختار شخصيتين لكل  حقيبة وزارية ،  على ان يختار العبادي الشخصية المناسبة للمنصب ، ثم يتوجه الى مجلس النواب للحصول على التصويت ،  وبزغاريد الكوتا النسائية البرلمانية  إن تمت موافقة الكتل النيابية على المرشحين سيسدل الستار على   المشهد الاخير من مسرحية التعديل الوزاري .
بفرضية تحقيق الاتفاق على  المرشحين  ، تكون لجنة الخبراء قد نجحت في إنجاز مهمتها وسجلت  سابقة لم تحصل طيلة السنوات الماضية ، فالمعروف عراقيا ان اللجان وخاصة التحقيقية المشكلة لمعرفة ملابسات قضايا امنية ،  تخضع لإرادة  القوى المتنفذة ،  نتائجها  تحال الى جهات اخرى ، مع مرور الزمن يتراكم عليها  الغبار فتدخل في ملفات  النسيان ، خير مثال على ذلك ، نتائج لجنة معرفة ملابسات سقوط الموصل ، رفعت الى الادعاء العام "نامت عليها الطابوقة "  الامثلة والشواهد كثيرة لذلك  شاع استخدام  تعبير وضع النقاط على الحروف  للتوصل الى الحقيقة مهما كانت النتائج ، أما محاولات السكوت فهو تضليل مقصود يخدم اهداف اطراف تجد نفسها مفضوحة حين تكون تحت الشمس .
النقطة في مفردات اللغة العربية لها اهمية كبيرة ، تجاهل وضعها سهوا او عن قصد ربما   يجعل المفردة سببا في اندلاع ازمة سياسية او حرب إقليمية ، مع اعلان العبادي تشكيل لجنة الخبراء،   وحرصه  على وجود حرف الباء  في مفردة خبراء  ، طالبت قوى سياسية بالكشف عن اعضاء اللجنة ، للتأكد من حقيقة انهم يمتلكون مواصفات اختيار المرشحين ، بعيدا عن الانحيازات الحزبية او المذهبية والطائفية ، المطالب مشروعة ولا  اعتراض عليها مادامت تخدم المصالح الوطنية ، وتلبي مطالب الراغبين في الاصلاح الجذري الجوهري المنسجم مع المواد الدستورية .
 في المشهد العراقي لاتوجد لجنة قادرة على إقناع الجميع بقراراتها  سواء ضمن خبراء ،  او متخصصين  يحملون شهادات عليا ،  تجربة السنوات الماضية  رفعت نسبة المتشككين بقرارات اللجان ، السيد العبادي الحريص على تحقيق إصلاحاته في ولايته الحالية ، أمامه فرصة للكشف عن لجنة الخبراء ، مؤهلاتهم ، مواصفاتهم ، مع الاسم الرباعي ، بخلاف ذلك ستكون نظرة التشكيك حاضرة في التعاطي مع اي خطوة تتعلق بالتعديل الوزاري المرتقب ، مع احترم حرف الباء في مفردة الخبراء ،   حذفه "كارثة بشرفي" على حد تعبير الشاعر العراقي المغترب نصيف الناصري .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عادل العراقي

    نسيان وضع النقطه فوق حرف الخاء يجسد حقيقة عمل هذه اللجنه. هم حبراء ويبقى عملهم حبر على ورق. تحياتي.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram