TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المصير بيد السفير

المصير بيد السفير

نشر في: 28 مارس, 2016: 09:01 م

السفارات الأجنبية في العراق معظمها يقع في المنطقة  الخضراء المحصنة،  تفتح ابوابها اثناء اندلاع الأزمات  العراقية لاستقبال الزبائن من شخصيات سياسية ، تفضل الاستعانة  بالأصدقاء ،  لتوحيد الصف الوطني لتجاوز الأزمة والخروج بأقل الخسائر بالاضافة الى الاستماع لنصائح بامكانها ان تنزع فتيل المشكلة.
 اللجوء الى طرف خارجي ، بحسب مزاعم القيادات  الحكيمة من زعماء القوى السياسية المشاركة في الحكومة ورؤساء الكتل النيابية من ذوي الخدمة الجهادية ، لا يعني الإذعان والرضوخ  لقوى خارجية ، وانما لغرض مساعدة  الفرقاء على المزيد من التقارب ونبذ الخلاف ، في ظل ظروف أمنية معقدة ، تستوجب وحدة الصف ، ومنع  السقوط بمنزلق خطير .
اعمال السفارات في كل دول العالم تقتصر على رعاية مصالح مواطنيها،  تقديم خدمات تتعلق  بمنح  تأشيرات الدخول ، واقامة  حفل استقبال في العيد الوطني ، يحضره مسؤولون وساسة . في بعض الاحيان ترفع الانخاب للإشادة بتطور العلاقات بين البلدين وليس من مهمة السفارة على وفق التقاليد الدبلوماسية التدخل في شؤون  خارج تخصصها .  زعماء النخب السياسية العراقية ، اعطوا للسفارات حق  المشاركة  غير المباشرة في مفاوضات توصف عادة بأنها تاريخية حاسمة  تهدف الى تسوية  الخلافات على حب الله ورسوله . ولاء القوى السياسية لدول خارجية بالإمكان قياسه من خلال تصفح جواز سفر زعيم  الحزب ، نظرة واحدة  تكفي لمعرفة عدد زياراته في الشهر الواحد الى طهران او أنقرة او واشنطن .
الأطراف المشاركة في الحكومة  تقمصت دور القوى المؤمنة بالديمقراطية بطريقتها الخاصة  ،  اعلنت دعمها لإصلاحات العبادي استجابة لمطالب المتظاهرين ، وسواء أكان الإعلان  يعبر عن  الحرص الشديد على ضرورة  إنجاز الإصلاح في اقرب وقت ممكن ، او مجرد تصريح  عابر  تعيد بثه فضائية الحزب لامتصاص غضب المحتجين ، لم يلمس العراقيون بوادر جدية  لتحقيق مطالبهم ،ترسخ في اذهانهم شعار "الى الوراء در" جراء  تراجع الاداء السياسي والحكومي.   طيلة السنوات الماضية كانت الأخطاء مشخصة ، تعرفها جميع الأطراف لأنها السبب الرئيس في ارتكابها ، امامها اليوم مع اتساع حركة الاحتجاج الشعبي فرصة الاعتراف  والتكفير عن الذنوب بدعم الارادة الشعبية ، والابتعاد عن الاستعانة بجهود السفير  لضمان حقوق المكونات.
 في الحكومة العراقية أعداد كبيرة من المستشارين تحيط بصاحب القرار  لمساعدته في اتخاذ
ما يلزم من قرارات وتوصيات اثناء  اندلاع الأزمات ، وبروز تحديات تهدد الأمن القومي . الحاشية او البطانة او الحبربشية  تم اختيارهم باعتماد معايير القرابة ومواقعهم في الحزب الحاكم، لم يتركوا مسبحاتهم ذات 101 خرزة  لحرصهم على الظهور بهيئة الملائكة .  بوجود هذه النماذج  سيتجاهل صاحب القرار ضغط الشارع العراقي ، اما النخب السياسية الاخرى  فستواصل زياراتها شبه اليومية للسفارات لتفادي امكانية انقراضها حين  تفرض الارادة الشعبية مطالبتها بإجراء تغيير في المعادلة السياسية المختلة. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram