إن السؤال حول انتماء روسيا، هل أنها أوروبية أم آسيوية؟ او أن موقعها مزيد من نوعه، إنه سؤال حيّر الجميع وحتى روسيا نفسها، طيلة عقود من الزمن. ولوعدنا الى العلاقات ما بين روسيا منذ "الحرب الباردة". وسنركز على المرحلة المهمة، للمعارض الجميلة، والمرحلة ا
إن السؤال حول انتماء روسيا، هل أنها أوروبية أم آسيوية؟ او أن موقعها مزيد من نوعه، إنه سؤال حيّر الجميع وحتى روسيا نفسها، طيلة عقود من الزمن. ولوعدنا الى العلاقات ما بين روسيا منذ "الحرب الباردة". وسنركز على المرحلة المهمة، للمعارض الجميلة، والمرحلة التي أدت الى انبثاق كُتّاب روسيا الكبار وايضاً الشعراء والمؤلفين الموسيقيين – وهي مرحلة ما بين 1867 – 1914.
وعندما ندخل الى المعرض المقام عن تلك المرحلة الزمنية، نجد الشخصيات المهمة في لوحات بارزة على الجدران، نقلت من حيث كانت في القاعات الكبيرة ونرى جيكوف بلحيته (كان في الأصل طبيباً)، وهناك نجد ديستويفسكي، محدب الظهر، يرتدي معطفاً كبيراً، وهناك ايضاً جايكوفسكي، يتطلع وهو معبّس الملامح، فمه مفتوح وكأنه قوطع في منتصف حديثه.. ويظهر بعدئذ تولستوي، كثيف الذقن يكتب في مكتبه.ويقابل الزوار في هذا المعرض نفرٌ، ومنهم إيفان تورغنيف، المؤلف الذي قدّم لنا (آباء وأبناء) و"شهر في الريف"، ونظرته قوية ونافذة ولحية رمادية.
وهناك ايضاً ريمسكي – كورساكوف، وهو يرتدي نظارات مدوّرة صغيرة، وهو يُجهِد نفسه في العثور على نغمات جديدة، وكأنه يدرس الموسيقى.
كما أننا سنقابل كُتّاباً معروفين، ومنهم الكاتب الساخر أليكسي بيسيمسكي والكاتب المسرحي الكسندر أوستروفسكي ، في لوحتين رُسمت من قِبل الرسام إلياريبن وفازيلي بيروف. ونتوجه نحو تولستوي الذي قدّم للعالم (الحرب والسلام وآنا كارنينا وأمتعنا الموسيقار جايكوفسيك بـ (كسارة البندق وبحيرة البجع) وهذا المكان الذي نتجوّل فيه يضم صوراً للمبدعين الكبار، التي تعـد من أفضل أعمال العزب. ولكن هناك مرحلة زمنية، تُثير غضب الروس، وهي تلك التي شهدت، انتقال عدد من الكُتـّاب الروس الى الغرب ومنهم "الكسندر هيرزين – وكان ذلك في عام 1887. وكان من الأفضل ان يُثير فخر الروس. وفي الحقيقة كانت المناطق التي عاش فيها الكُتّاب المبدعون، كانت آنذاك تقع في الجانب الاوروبي من روسيا آنذاك: ومنهم جيكوف وتورغنيف وموسيقى ريمسكي – كورساكوف.
وفيما شاهد الجزء الثاني من روسيا، ومنهم رسامون روّاد، مثل كاندينسكي ومابيفيح، حيث رسم لوحاتٍ عن الفوكلور وفنـّه. ومع انعطافة بسيطة نحو الغرب: الطبيعية وكان الرسامون الكبار آنذاك، يفضلون – الواقعية الرومانسية – ومنهم إلياريبين والانطباعي فانتين سيروف. وكانت هناك ايضاً الرسامة أولفا ديللا – فوس كاردوفسكيان، بالوانها الجميلة ولها لوحة عن آنا اخما توفا، وهي من الاعمال الأخيرة في المعرض، وعاشت أنا اخماتوف مرحلة ستالين. وجاءت بعدئذ مرحلة الحداثة، وظلت اخماتوف تكتب حتى وفاتها عام 1966. ان الصور واللوحات التي ماتزال معلقة في القاعات، تشير الى مرحلة حيوية، وكانت تعتبر مرحلة اللوحات الشخصية، وقد غابت تلك المرحلة الغنية – في بريطانيا وروسيا ايضا، وكانت الدولتان آنذاك أقرب الى بعضهما، وغدت اليومَ أكثر بُعداً عنها.
عن: الاوبزرفر