قيل الكثير وكُتب اكثر عن أوضاع النازحين، كل ذلك لا يعكس المعاناة الحقيقية لهم للعوائل التي فرت بنفسها من نار القتال والموت لتقع تحت نار الحاجة والعوز إلى أبسط مستلزمات العيش. الامم المتحدة قدرت في بياناتها، عدد النازحين بثلاثة ملايين وربع المليون شخص

قيل الكثير وكُتب اكثر عن أوضاع النازحين، كل ذلك لا يعكس المعاناة الحقيقية لهم للعوائل التي فرت بنفسها من نار القتال والموت لتقع تحت نار الحاجة والعوز إلى أبسط مستلزمات العيش. الامم المتحدة قدرت في بياناتها، عدد النازحين بثلاثة ملايين وربع المليون شخص تقريبا، بينهم أكثر من مليون طفل، يتوزعون بين أكثر من ثلاثة آلاف موقع داخل العراق، اغلبهم يعيش في اوضاع متردية خاصة في ظل الازمة المالية الحالية والتقشف. وبحسب تقارير لمنظمات مختصة فان الأزمة لم تميز بين شيخ وامرأة ولم تستثن الأطفال الذين باتوا يعانون من سوء التغذية وشح الدواء، ناهيك عن التهديد بضياع مستقبلهم بسبب حرمانهم من التعليم وتدمير مدارسهم. وأشارت التقارير الى ان المعاناة هذه ازدادت بعد ان قررت البعثة الإنسانية للأمم المتحدة ايقاف 80% من نشاطها الإنساني بحجة الضائقة المالية،،، الامر الذي حولوهم إلى قنبلة موقوتة فلا منازل يمكن أن يعودوا إليها ولانهاية قريبة لحالهم.
محنة الوطن
يوسف ابراهيم تمكن بشق الأنفس الهرب من الموصل بعد ايام من استيلاء داعش على المدينة، غادرها وهو يحمل ملابس ابنائها فقط في سيارته الخاصة التي ضاقت بالعائلة، وبعد جهد وعناء وصل مشارف مدينة اربيل وسكن في احد مخيمات النزوح في ظل ظرف معيشي صعب، اضطره ان يعمل من اول النهار الى اخر الليل من أجل سد حاجة عائلته وابنائه من طلبة المدارس والكلية.
أما جميل حسن فقد أشار الى حجم الفساد في ملف النازحين والاموال التي تسرق امام الاعيان دون محاسبة او رقيب من احد. ذاكرا: ان حالهم لم يعد يسر احد خاصة في ظل توقف مساعدات المنظمات الدولية والحكومية. متمنيا: على الحكومة النظر بعين الانسانية الى النازحين الذين باتوا محنة وطن.
رئيس اللجنة العليا لإغاثة وايواء النازحين  وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد اعلن عن موافقة اللجنة على اطلاق الدفعة الاولى من المنحة المالية المخصصة للعوائل النازحة بواقع (250) الف دينار لكل عائلة من ضمن تخصيصات العام الحالي.  جاء ذلك خلال ترؤسه الاجتماع الدوري للجنة العليا لإغاثة وايواء النازحين حيث جرى خلال الاجتماع بحث  مفصل  لملفي النزوح والعودة في قواطع العمليات في الانبار ونينوى، بحسب بيان صادر عن وزارة الهجرة والمهجرين، والذي أكد انه تم تخصيص (2) مليار دينار لوزارة الصحة لانجاز الخدمات الصحية المقدمة للعوائل النازحة لدوائر صحة نينوى والانبار وصلاح الدين وكركوك، وتخصيص مليار دينار لمحافظة الانبار للحالات الطارئة للنزوح خلال عمليات التحرير الجارية في المحافظة .وبحسب البيان فإن اللجنة العليا وافقت خلال الاجتماع على اطلاق صرف منحة للعوائل النازحة لتعدد الزوجات على ان يتم اعتماد الصرف حسب الضوابط والتعليمات التي تحددها وزارة الهجرة والمهجرين .
الخلاص منهم
ام سوزان نازحة من الموصل سكنت وعائلتها في منطقة زيونة عند احد قريباتها لم تتفاجأ بمبلغ المنحة الذي رصدته اللجنة العليا لاغاثة وايواء النازحين، حيث عدته لايفي مصروفات اسبوع واحد. مبدية اسفها على الحال الذي وصل اليه بعض المسؤولين الذين يتقاضون مرتبات بالملايين فيما يبخلون على النازحين الذي تركوا كل شيء وهربوا بارواحهم فقط.
ام مريم شاطرتها الرأي حيث وصفت الساسة والمسؤولين بالباحثين عن مصالحهم ومصالح احزابهم على حساب مآسي الناس ومعاناتهم، موضحة ان كل الذي حدث ويحدث الآن وضياع بعض مدن البلاد وتشرد اهلها نتيجة تهور وخلافات بين الساسة. متأملة: بالحراك الجماهيري الحالي خيراً للخلاص من هولاء الساسة.
اليابان تتبرع
من جهتها منحت الحكومة اليابانية، برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في العراق، 6 ملايين دولار لتقديم المساعدة الغذائية الطارئة للنازحين العراقيين واللاجئين السوريين داخل العراق.
وذكر بيان لبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، ان تلك المساهمة ستمكن البرنامج من دعم قرابة 500 ألف من العراقيين النازحين داخلياً و35 ألفاً من اللاجئين السوريين خلال الأشهر التسعة المقبلة، مبيناً أن الأسر العراقية النازحة ستتلقى طروداً غذائية تحتوي على المواد الغذائية الأساسية مثل دقيق القمح والبقوليات والسكر والملح والزيت النباتي، في حين سيتلقى اللاجئون السوريون الذين يمكنهم الوصول إلى الأسواق العراقية المحلية قسائم غذائية إلكترونية شهرياً.