احتفل المؤلف الموسيقي وعازف البيانو المجري جورج كورتاغ بعيد ميلاده التسعين يوم 19 شباط الماضي. يعد كورتاغ بين أهم المؤلفين المعاصرين اليوم، فقد أخذ الوسط الموسيقي يتعرف عليه وعلى أعماله منذ نهاية الخمسينات، عندما درس في باريس وعقد صداقات مع أهم الموس
احتفل المؤلف الموسيقي وعازف البيانو المجري جورج كورتاغ بعيد ميلاده التسعين يوم 19 شباط الماضي. يعد كورتاغ بين أهم المؤلفين المعاصرين اليوم، فقد أخذ الوسط الموسيقي يتعرف عليه وعلى أعماله منذ نهاية الخمسينات، عندما درس في باريس وعقد صداقات مع أهم الموسيقيين هناك مثل داريوس ميو واوليفيير مسيان. درس البيانو في أكاديمية الموسيقى في بودابست على يد فرنس فاركاش وشاندور فرش، والتأليف عند ليو فاينر (1885 – 1960) الذي اعتبره أحد ألمع الموسيقيين المجريين حد أنني أتجرأ اعتباره أهم من زولتان كوداي من ناحية المنتج الموسيقي والتأليف. وبعد تخرجه منها درّس كورتاغ مادة البيانو في الأكاديمية لعقود، وكان عازفا البيانو الشهيران أندراش شف وزولتان كوتشيش من تلاميذه.
حصل كورتاغ على العديد من الجوائز، منها وسام كوشوت أرفع الجوائز المجرية، وجائزة أرنست فون سيمنس الموسيقية الراقية ومنح عضوية الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب وجائزة هولدرلين من جامعة توبينغن الألمانية. استقر في فرنسا قرب بوردو سنة 2002 بعد أن مضى سنوات عديدة في العمل بدعوة من مختلف الدول مثل ألمانيا وهولندا والنمسا.
تأثر بموسيقى العبقري المجري بارتوك بيلا، وكذلك بموسيقى النمساوي آنتون فيبرن، وبرز بكتابة موسيقى الحجرة للبيانو أو الأغاني بمصاحبة البيانو ولعدد قليل من الأدوات كالرباعيات الوترية. اهتم بالأدب ولحن الكثير من أعمال شعراء معروفين – مثل المجريين يانوش بيلينسكي وأتيلا يوجف ودجو تاندوري، وكذلك لحن نصوصاً لكافكا. اشتهر عمله "ألعاب" للبيانو، وهو مجموعة تتألف من أربعة دفاتر غرضها تعليمي، إذ استعملها في التدريس إذ تتزايد فيها صعوبة العزف بشكل مستمر.
لا يزال كورتاغ نشيطاً ويزاول التأليف، فقد سمعت له تسجيلاً قصيراً وهو يعزف على البيانو سوية مع زوجته مارتا ثلاث من أجمل أعمال باخ قام بإعادة توزيعها للبيانو بأربع أيادٍ، وكان التسجيل البسيط قد تم على بيانينو (بيانو عمودي) يوم 30 تشرين الثاني 2015.