TOP

جريدة المدى > عام > معارض الكتب الأولـى فـي بغــــداد

معارض الكتب الأولـى فـي بغــــداد

نشر في: 5 إبريل, 2016: 12:01 ص

في حديث ممتع  مع الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي عن الكتب والمكتبات  القديمة ببغداد، ودورها الثقافي والحضاري الرائد،انجر الحديث الى فكرة  اقامة المعارض الخاصة بالكتب وبواكيرها في العراق الحديث. وهذا ما اثار كاتب  هذه السطور في البحث

في حديث ممتع  مع الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي عن الكتب والمكتبات  القديمة ببغداد، ودورها الثقافي والحضاري الرائد،انجر الحديث الى فكرة  اقامة المعارض الخاصة بالكتب وبواكيرها في العراق الحديث. وهذا ما اثار كاتب  هذه السطور في البحث عن الامر.
ولعل التفكير باقامة معارض الكتب في بغداد لم يبدأ إلا بعد ان اصبحت تجارة الكتب تقوم على اسس تجارية صحيحة. فلم تعرف بغداد او اية مدينة عراقية اخرى معرضا للكتب والمطبوعات الا بعد ان سعت بعض المؤسسات الثقافية الى عرض انشطتها للجمهور.كما لم يكن لإقامة المعارض اي غرض تجاري.... ففي عام1938 اقامت مديرية الاثار العامة معرض المخطوطات العربية في متحف الاثار الاسلامية في خان مرجان، وهو اول معرض للكتب يقام في بغداد، حتى ان المعرض الصناعي والزراعي سنة 1932 لم يضم معرضا للكتب على الرغم من تنوع معروضاته.
   وفي سنة 1947 اقام المعهد الثقافي البريطاني معرضا للكتب الانكليزية الحديثة في العلوم والاداب والفنون كافة. وقد لقي اقبالا كبيرا. ثم اقام المعهد المذكور في سنة 1954 معرضا للكتب الانكليزية التي تبحث في الموضوعات العراقية منذ بدء الطباعة حتى العشرينات. وقد استعان المعهد بعدد من المكتبات العراقية العامة والخاصة كمكتبة المتحف العراقي ومكتبة توفيق وهبي المؤرخ والوزير الكردي،ومكتبة يعقوب سركيس المؤرخ الكبير ومكتبة بهاء الدين نوري المترجم والعسكري. وكانت اقامة هذا المعرض الفريد من نوعه، مناسبة طيبة لاطلاع المترجمين العراقيين على جملة صالحة من الكتب المطبوعة قديما والتي تبحث في تاريخ العراق وأحواله المختلفة.
   وكانت احدى دور النشر البيروتية، وهي ((دار الكشاف))،قد اقامت معرضا للكتاب اللبناني منذ ظهور الطباعة في لبنان في اواسط القرن الثامن عشر حتى سنة 1949 التي اقيم فيها المعرض. ولاريب ان صلة صاحب الدار فؤاد حبيش بالعديد من ادباء وكتاب العراق كانت دافعا لاقامة المعرض. كما انه كتب في جريدته ((المكشوف)) ان الاستاذ روفائيل بطي كان محرضا على قيام المعرض.
   ثم شهدت بغداد بعض المعارض الكتبية المتخصصة الاخرى. فعندما اقيم المهرجان الالفي لابن سينا في العشرين من اذار 1952، اقامت مديرية الاثار العامة معرضا لكتب ابن سينا المخطوطة والمطبوعة وما كتب عنه بمختلف اللغات. وقد نال المعرض اعجاب العلماء والكتاب والصحفيين الذين حضروا المعرض. واشتركت فيه مكتبات عامة وخاصة كمكتبة المتحف العراقي ومكتبة الاوقاف العامة ومكتبة الخلاني العامة ومكتبة عباس العزاوي ومكتبة صادق كمونة ومكتبة كوركيس عواد، كما كان للكتبي العراقي الكبير قاسم الرجب دور في تهيئة بعض الطبعات النادرة من الكتب. وعرضت الادارة الثقافية في الجامعة العربية مصورات نادرة لبعض مؤلفات ابن سينا.  وعندما احتفلت دار المعلمين العالية سنة 1955 بذكرى تاسيسها اقامت معرضا للكتب المطبوعة.غير ان اشهر معارض الكتاب العراقي، هو الذي اقامته مكتبة الخلاني العامة ببغداد وسمّته معرض الكتاب العراقي،خلال الفترة من 14 – 21 نيسان 1955. فقد عرض في هذا المعرض زهاء اربعة الاف عنوان لمطبوعات عراقية تمثل مئة عام من تاريخ الطباعة والتاليف في العراق. فقد تضمن نماذج من الصحف والمجلات العراقية والنشرات الرسمية والكتب المدرسية بلغات مختلفة.
   وبعد ثورة تموز 1958،اقامت المكتبة العامة في بغداد (وسميت بالوطنية فيما بعد) معرضا للكتب العراقية والصحافة الصادرة في العراق خلال العام الاول من عهد الثورة. وفي منتصف الستينات اقام السيد شمس الدين الحيدري صاحب (المكتبة الاهلية) ببغداد،معرضا للكتاب العراقي في قاعة  (الفن الحديث)، نال الاستحسان ولقي اقبالا كبيرا، وهذا ما نبه القائمين على تنظيم معرض بغداد الدولي الى الحاق عدد من قاعات العرض بمعارض للكتب. واستمر الامر الى ان تأسست (الدار الوطنية للكتاب) التي الحقت بوزارة الاعلام، لتبدا صفحة جديدة في تاريخ الكتاب في العراق،صفحة اقل ما يقال عنها انها سوداء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram