يشير الباحث والناقد الدكتور علي حسين يوسف الى ان السؤال الفلسفي الأول "ما سر الوجود" ، هو السؤال الاول الذي واجه الإنسان والعالم منذ أن حلت جرثومة التفكير في جسده بسؤال كبير . والفلسفة كما يراها تحمل مفارقة للسؤال كونه خيانة لهويتها ولذلك تبقى الفلسف
يشير الباحث والناقد الدكتور علي حسين يوسف الى ان السؤال الفلسفي الأول "ما سر الوجود" ، هو السؤال الاول الذي واجه الإنسان والعالم منذ أن حلت جرثومة التفكير في جسده بسؤال كبير . والفلسفة كما يراها تحمل مفارقة للسؤال كونه خيانة لهويتها ولذلك تبقى الفلسفة عبارة عن توالد أسئلة لا تنتهي ، إنها صياغة مستمرة للمفاهيم المثيرة للتساؤل.
هذه الاجابة جاءت خلال أمسية اقيمت له في الملتقى الفلسفي الذي تم افتتاحه مؤخرا وحملت عنوان (مدارات السؤال الفلسفي.. أو رحلة الفلسفة )وقدمه فيها الباحث الدكتور سليم جوهر الذي بدأ بقوله ان السؤال الفلسفي ليس بالسؤال الهيّن فقد ارهق المفكرين منذ بواكير الفلسفة اﻻولى..واضاف ان والسؤال الفلسفي بوجه ما هو بحث او استخبار عن شيء مستبطن بالسؤال ذاته ويحمل معه إشكاليات ويستند الى مقدمات فيحتاج السؤال الفلسفي الى هدي سابق من ناحية المبحوث عنه.. ويرى جوهر ان السؤال يتطلب أن يفهم ويفسر ويدرك وان يتصور لذلك فإن الفلسفة هي بهذا المعنى علم علاقة كل معرفة وكل استعمال للعقل بالهدف الأخير للعقل البشري الذي بصفته هو الهدف اﻻعلى.. ويوضح انه إذا كان العقل هو الهدف فالفلسفة عقلية واذا كان الدين هو الهدف الأعلى فالفلسفة دينية وهكذا إذا كان العلم هو الهدف فالفلسفة علمية.
الباحث علي حسين يوسف يشرح في البداية ما واجه الإنسان العالم منذ أن حلت جرثومة التفكير في جسده بسؤال كبير : ما سر الوجود ؟ من أوجده ؟ كيف لي أن اعرفه ؟..ويضيف انه سؤال تفرضه الحاجة والموقف, وما ان نصل الى اليونانيين وسقراط تحديدا فإن السؤال يتخذ قصدية عالية جدا..ويشير انه في الوقت الذي كانت العلوم لم تنبثق بعد ــ في الحضارات الشرقية القديمة.. ويرى يوسف انه في اليونان كان السؤال الفلسفي يتسم بالعمومية وطلب معرفة الطبيعة .لكن السؤال الحديث لم يعد كذلك , فقد تعددت العلوم وتشعبت , فأصبح السؤال الفلسفي سؤال النقد على رأي طه عبد الرحمن ..ويمضي بقوله.. ان الدهشة والتعجب والخوف تعد أسس التفلسف لأنها كلها تبعث على السؤال , حينما أندهش , أو اتعجب , أو أخاف فإنني أحاول ترويض مشاعري لتنسجم مع الموقف الباعث على تلك الانفعالات , بمعنى انني افترض اسئلة , ومن ثم افترض اجوبة , السؤالُ - كما يقول بلانشو..لكن يوسف يقول انه ليس كل سؤال يبحث عن جواب مقنع فهناك سؤال الشك حينما لا نقتنع بالأجوبة حينما يعوزنا الدليل حينما يقف العلم عاجزا ومن جهة أخرى فإن الفلسفة تغريب لما هو مألوف...
الامسية شهدت مداخلات مهمة بدأها الدكتور أحمد حسون بقوله.. ان التفكير ان يكون أعم والتفكير الفلسفي هو تفكير جزئي وليس مطابقا بالضرورة.. ويضيف ان السؤال الفلسفي هو الحقيقة ببساطتها وهو سؤال بُعدي بعد التعمق في الأشياء.. ويرى حسون ان السؤال ينمو ليكون فلسفيا ومن ثم يحدد مساره في طريقة طرح السؤال في أي اتجاه يكون المنطلق..
الأديب علي لفته سعيد قال في مداخلته ان الفلسفة اساسها السؤال الذي تطور بفعل الوعي الذي رافق الانسان في طرحه لماهيات كثيرة حوله.. واضاف ان السؤال الفلسفي يرتبط بالوعي والثقافة والاثر والتأثير.. والسؤال يبحث عن ماهيات السؤال وما سبقها بفعل ما ادى الى طرح السؤال وهذا هو الارتباط بالثقافة ولذلك فإن الإجابة الفلسفية تحتاج الى وعي ليكون الرابط بين ما سبق السؤال وما يأتي بعده من إجابة.. واشار الى ان الثقافة عامة سواء أكانت علمية أم اجتماعية ام اقتصادية أو حتى دينية لكن الفلسفة أكثر توسعا لأنها تنظر وتبحر بكل شيء بما فيها الدين والوجود.