TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عيون وقحة

عيون وقحة

نشر في: 4 إبريل, 2016: 09:01 م

يقال ان من يترك ثورة في منتصفها ، يمكن ان يقود نفسه واتباعه الى الهاوية ، ولأن مافعله السيد الصدر لم يكن ثورة بمعناها الحقيقي بل محض اعتصام اراد به تحريك الماء الساكن في بركة السياسة العراقية فأن تركها في منتصفها يعلن عن ضبابية وعلامات استفهام جديدة ، فالسياسي الحقيقي هو من يملك القدرة على التنبؤ بما سيحدث غداً او في الاسبوع المقبل او الشهر المقبل او العام المقبل ، وأن يكون لديه القدرة ليشرح لماذا لم يحدث ذلك –كما قال ونستون تشرشل –ذات مرة ..واذن ، فما يحدث في العراق حاليا لايمت للسياسة بصلة ..انها مجرد افعال بحاجة دائما الى تفسير ، وقد سئمنا من ايجاد تفسيرات وتبريرات لافعال رجال السياسة في العراق ..
يبدو ان خوض غمار السياسة في العراق يحتاج الى ( عيون وقحة ) وليس الى خطط وأهداف ومشاريع تصب جميعها في خدمة الوطن والمواطن ..وقد تبين لنا مؤخرا ان اكثر العيون وقاحة هي التي تمسك بتلابيب لعبة السياسة في العراق فهناك من زكمت ملفات فساده وجرائمه الانوف وملأت فضائحه العراق وخارجه ومازال يطلق تصريحاته المليئة بالكراهية ويحلم بالعودة الى السلطة ، وهناك رجل الدين الذي يدعي الوسطية والوطنية والذي أعلن بعد تسليم العبادي الظرف المغلق للبرلمان انه لايقبل بحكومة فاسدة ووزراء فاسدين بينما لم يعترض من قبل على ملفات الفساد التي شملت اغلب عناصر الحكومة ووزرائها والا فلماذا الاعتصام ضدها ومحاولة تغيير وزرائها اذا كانوا انقياء ومخلصين ؟! أما اكثر العيون وقاحة فهي لمن تم فضح فساده دوليا في وثائق دامغة ومازال يدعي النزاهة والشفافية والنظافة ، ومن شغل اكبر عدد من الوزارات وخرج منها مذموما ومازال يطالب بتطبيق التكنوقراط ويدعو الى فتح صفحة جديدة مع الشعب العراقي المظلوم ...ولمن سرق لقمة النازحين وتاجر بأزمتهم ومازال يطلق عليهم لفظة (أهلي ) ..
كثيرة هي العيون الوقحة التي تزيد ساحة السياسة ضبابية وظلمة وتجعل المواطن يتخبط وسط علامات استفهام لاحصر لها ..فالعراقيون المتعبون ينشدون تغييرا جذريا يكون قادته من المخلصين والعادلين والنبلاء والانسانيين لكن من يحملون هذه الصفات لايملكون سوقا لترويجها ولن ينجحوا بتفجير ثورة او اجراء تغيير فهم ليسوا زعماء ثورة بل ضحايا لها لأنهم لايملكون عيونا وقحة ..
كيف ستكون المرحلة المقبلة اذن ؟ هل سيعود السيد الصدر الى ساحة الاعتصام التي تركها –في منتصف الطريق الى التغيير - ام سينجح العبادي في فرض حكومته الجديدة على البرلمان رغم اعتراضات ( شعيط ومعيط وجرار الخيط) التي لاتنتهي ومطالبتهم اخيرا بتغيير العبادي ذاته ؟!
يقول جون كينيدي ان من يجعلون الثورة السلمية مستحيلة يجعلون الثورة العنيفة حتمية وهذا مؤشر خطير يجب ان يحسب الجميع حسابه ، فالمواطن يمكن ان يصفق لشعارات تخاطب آلامه ومعاناته واحلامه لكنه لن ينتظر طويلا تخبطه وسط علامات الاستفهام وسيحاول ان يفهم الامور ومايحدث في الخفاء يوما ما ..وبطريقته !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram