TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نصف ثروة النفط في جيوب اللّصوص!

نصف ثروة النفط في جيوب اللّصوص!

نشر في: 4 إبريل, 2016: 05:31 م

احتاجت دولتنا إلى أكثر من ثماني سنوات لدراسة وإقرار الحسابات المالية الختامية للعام 2007 ، فمنذ يومين فقط  صادق مجلس النواب على تقرير الحسابات الختامية لموازنة 2007  .. والسبب؟.. فتّشوا عن الفساد الإداري والمالي.
 المادة (62) من الدستور تُلزم مجلس الوزراء  أن يقدّم الحسابات الختامية لكل سنة مالية مع  مشروع قانون الموازنة العامة للسنة التالية، بيد أنّ حكومة "دولة القانون" الأولى لم تقدّم  في نهاية 2007 أو بداية 2008 الحسابات الختامية لموازنة 2007، بل إنها كرّرت ذلك مع موازنات الأعوام التالية كلّها تقريباً.
لماذا يتعيّن أن نفتّش عن الفساد الإداري والمالي لنُدرك سرّ هذا التأخير المبالغ فيه للغاية؟ الجواب في تقرير اللجنة المالية البرلمانية المقدّم الى مجلس النواب، والذي كشف عن  مجهولية مصير عشرات المليارات من الدولارات من فوائض موازنات ذلك العام والأعوام السابقة.
وأشار التقرير إلى العديد من الخروق والمخالفات المالية التي ارتكبتها الوزارات والدوائر الحكومية الأخرى، فضلاً عن صرف سلف نقدية بما يزيد على أربعة مليارات ونصف المليار من الدولارات، بقرارات من مجلس الوزراء من دون وجود تخصيصات لها في الموازنة ولا مبررات لصرفها. وهذه المبالغ لم تُعد إلى الخزينة العامة حتى اليوم، بالرغم من مرور أكثر من ثماني سنوات على صرفها.
وسجّل التقرير وجود فائض في موازنة 2007  بلغ (15.700) ترليون دينار، في حين بلغ الفائض المتراكم للسنوات 2003 – 2007 نحو (52.060) ترليون دينار (أكثر من 43 مليار دولار).
اللجنة المالية دفعت بالمسؤولية عن تقصّي مصير هذه الأموال الطائلة إلى هيئة النزاهة ! وفي علامة على عدم الاكتراث بمصير هذه الأموال، اكتفى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بالقول إن المصادقة على تقرير الحسابات الختامية "ﻻ تعني زوال المخالفات المرتكبة، إنما تمثّل خط شروع في متابعتها"، ودعا اللجان المختصة الى متابعة تلك المخالفات ومحاسبة المقصرين!!
الأحد الماضي كتب الخبير العراقي في شؤون الطاقة والاقتصاد، وليد خدّوري، مقالاً في صحيفة "الحياة" اللندنية تضمّن جردة معلومات مستقاة من تقارير رسمية وإعلامية تفيد بأن خزينة الدولة العراقية تعرّضت لنهب سافر منظّم طيلة السنين الاثنتي عشرة الماضية، وأن قيمة هذا النهب زادت على 500 مليار دولار، أي بمعدل سنوي يزيد على 40 مليار دولار! والمبلغ الكلي يعادل قيمة نصف عائدات النفط العراقي للفترة نفسها!. المعلومات أفادت أيضاً بأن "كمية ضخمة من هذه الأموال جرى تحويلها إلى دول مجاورة، خصوصاً إيران لمساعدتها أثناء الحصار الدولي قبل الاتفاق النووي"!
أياً كان "الملاذ الآمن"  الذي انتهت إليه هذه الثروة المهولة التي كانت ستكفي لجعل العراق في مصاف دول الخليج العربي المُترَفة، فإن السرّاق أو الناهبون ليسوا سوى عراقيين (بالجنسية)، والكثير منهم ليسوا سوى مسؤولين كبار في الدولة وسلطاتها العليا الثلاث، كانوا ومازالوا .. أم إنني غلطان؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. علي العلي

    احسنت ...وحاشاك من الغلط ...فانت علم وكاتب كبير ويكفيك شهادة الشعب وطريقها وكل قرائك ومتابعيك ...الان وضعت يدك على الجرح ...تحياتي لك من كل قلبي

  2. ابراهيم

    ولكي لا تتشتت جهود هؤلاء القادة، وتنظم عملية مصادرتهم لواردات النفط ، التي هي مال حرام، لانها تأتي من الغربيين الكفار، دعى السيد عمار الحكيم لجمعهم في مجلس اعلى لقيادة البلاد. فهل هناك مخرج للازمة الشاملة في البلاد افضل من هذا المخرج؟ أفيقي يابلد!!!

  3. ابو سجاد

    ياسيدي الفاضل انك لم تاتي بشي جديد الكل يعلم ان اموالنا سرقة على يد من حكم العراق باحزابهم ومليشياتهم وبالاسماء وماذا حدث لاشي--- فالمعلومة التي نحتاجها اليوم هي عندما يتم القاء القبض على السارق وايداعه السجن واعادت اموالنا منه اما ان تقول سرق كذا مبلغ وس

  4. بغداد

    كيف تكون غلطان يا استاذ عدنان حسين والمخفي اعظم عن خبايا وخفايا جرائم عصابة ال نوري بابا واربعين حرامي المقبورون في المنطقة الغبراء خفايا لو اتاحت لكم الفرص لكي تتمكنوا من تنظيم عملية استقصاء محكمة لكشف ملفات هؤلاء الأرهابيين القتلة الفجرة الناهبين والناه

  5. kassim

    أبسط تعبير من مواطن عراقي بعد تسريبات ويلويكس عن إشتراك نوري المالكي ومكتبه بالحرب الطائفية وهو رئيس الوزراء:إنه سر مفضوح،نفس الشئ بالنسبة للمليارات ،فهي خيانة وطنية ستبقى عار على هذه النخب الفاسدة وأسماءها معروفة عميلة لكل دول الجوار وأسيرة حروبها وسياست

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram