اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من "بركات" الإسلام السياسيّ

من "بركات" الإسلام السياسيّ

نشر في: 5 إبريل, 2016: 05:51 م

دول مجلس التعاون الخليجي الست كلُّها داخلة في قائمة الدول الأغنى في العالم. القائمة تضم 25 دولة، أولها من حيث الغنى قطر وخامستها الكويت وسابعتها الإمارات العربية المتحدة، ثم السعودية في المركز 11 وتليها البحرين في المركز 12، أما سلطنة عمان ففي المركز 22.
هذه الدول تُصنّف بين الأغنى استناداً  إلى أرقام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بخصوص الناتج المحلي الإجمالي، أو القوة الشرائية، للفرد الواحد، وهو ما يتراوح بين 146 ألف دولار سنوياً للفرد القطري وحوالي 45 ألف دولار للفرد العماني، بحسب تقرير نشرته للتوّ مجلة المال الدولية الشهرية (Global Finance Magazine).
غِنى دول مجلس التعاون الخليجي متحقق من الثروة النفطية التي أحسنت حكومات الدول الست استثمارها، ما انعكس على الحال المادية لمواطنيها لجهة رفاههم.
نحن، العراق، كان يمكننا أن نكون العضو السابع في مجلس التعاون الخليجي، فنحن دولة خليجية أيضاً، بل أول أو ثاني أهم دولتين خليجيتين، ولا يتقارن بنا من الدول الست إلا السعودية. كان يمكن لنا، كما حال سائر الدول الخليجية، أن نكون الآن بين الدول الأغنى في العالم، بل ربما كنّا سنزاحم قطر على مرتبتها الأولى في القائمة أو في الأقل الكويت على مرتبتها الخامسة. قطر ليس فيها غير النفط والغاز، والكويت ليس فيها غير النفط، أما نحن فلدينا، إلى جانب النفط والغاز، المياه وأرض السواد الخصبة والسياحة (الطبيعية والتاريخية والدينية)، فضلاً عن الثروة البشرية والعمق الحضاري، وهذه كلها كانت، ولم تزل،  كفيلة بأن تجعل منّا في حال مالية واقتصادية أفضل من حال قطر أو الكويت.
السياسات الرعناء المتهورة غير الوطنية لأنظمة الحكم الدكتاتورية المتعاقبة، وبالذات نظام صدام حسين، هي التي أحرقت الأخضر مع اليابس في بلادنا. وقد كنّا، نحن العراقيين جميعاً، نتطلّع إلى نظام حكم يخلف نظام صدام يجعل بلادنا في مصاف دول الخليج الشقيقة أو أفضل منها، بيد أن سوء حظنا وطالعنا أوقعنا في ربقة نظام حكم، هو نظام الإسلام السياسي، لم يُبرهن حتى الآن على أنه أقل سوءاً من نظام صدام، كما هو واضح للعيان ومعاش على أرض الواقع .. نظام أشعل الحروب الطائفية وفتح أبواب خزينة الدولة على مصاريعها للحرامية الذين أمسكوا بمفاتيح السلطة والنفوذ. وبفضل هذا النظام صرنا في المركز 85 في قائمة مجلة المال، بناتج محلي إجمالي للفرد يقل عن 14 ألف دولار في السنة، أي أننا نتخلف عن "أفقر" دولة خليجية ( سلطنة عمان) بـ 63 مركزاً!  
الأهمّ من تصنيف مجلة المال وأرقام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الصمّاء، أننا في العراق لا نفتقد الغنى والرفاه وحتى بحبوحة العيش حسب، بل نحن نحيا حياة حافلة بالبؤس والآلام والمعاناة والفزع والموت على نحو متواصل، لا انقطاع له ولا انفكاك منه!
هذا ما جنيناه من نظام الإسلام السياسي، الشيعي والسنّي سواء بسواء، ومن نظام صدام من قبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. سمير طبلة

    ...نحيا حياة حافلة بالبؤس والآلام والمعاناة والفزع والموت على نحو متواصل، لا انقطاع له ولا انفكاك منه! . لا فض فوك!!!!!!!!!!!

  2. ابراهيم الشمري

    بسم الله الرحمن الرحيم الاستاذ الفاضل.. أتمنى على حضرتكم أن تستخدموا مع من تسميهم بأنظمة الاسلام السياسي ان تسميهم بأنظمة من يدعي الاسلام..والا فهل نظام حزب الدعوة يمثل الاسلام ؟ لا أظن ان هناك منصف يقول بهكذا قول..انك يا مكرم عندما تصفهم

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram